هل تجوز الصلاة بدون سورة الفاتحة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

في ظل تساؤلات دائمة تترد إلى المنصات الرسمية لدار الإفتاء ، عاد سؤال “هل تجوز الصلاة بدون قراءة سورة الفاتحة؟” ليثير حالة من النقاش، لا سيما بين الشباب وصغار المصلين الذين يسعون لفهم أحكام الصلاة بشكل دقيق.
هل تجوز الصلاة بدون سورة الفاتحة؟
أكدت دار الإفتاء أن سورة الفاتحة تُعد ركنًا أساسيًا لا تُقبل الصلاة بدونه، وهو رأي جمهور العلماء، مستندين إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». وهذا يعني أن كل ركعة في الصلاة يجب أن تحتوي على هذه السورة، سواء في الصلاة المفروضة أو النافلة، وسواء صلى الفرد منفردًا أو إمامًا.
موقف المأموم في الصلاة
تنقسم آراء العلماء حول قراءة المأموم للفاتحة، حيث يرى المالكية والحنفية أن المأموم في الصلاة الجهرية ليس مطالبًا بقراءتها، ويكفيه الإنصات للإمام، مستشهدين بآية: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا».
أما الشافعية والحنابلة فيرون أنه يجب على المأموم قراءة الفاتحة في كل ركعة، حتى في الصلاة الجهرية، خاصة إن وُجد سكتة للإمام بعد الانتهاء من الفاتحة، وهو ما يسمح للمأموم بقراءتها في نفسه دون التشويش على الإمام أو الجماعة.
رأي الأزهر الشريف
من جانبه، أكد الأزهر الشريف أن قراءة الفاتحة من فروض الصلاة التي لا تسقط عن المصلّي إلا لعذر واضح، كعدم القدرة على القراءة أو وجود إعاقة تحول دون ذلك، وفي هذه الحالة يجوز للمصلي أن يأتي بذكر الله بقدر استطاعته، كأن يردد ألفاظًا بسيطة مثل: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
الشيخ الشعراوي يوضح
وقد أشار الشيخ محمد متولي الشعراوي في أحد دروسه، إلى أن الفاتحة ليست مجرد تلاوة، بل هي حوار روحي بين العبد وربه، يبدأ بالحمد وينتهي بالدعاء بالهداية. وقال: “سورة الفاتحة فيها كل معاني العقيدة، وفيها الرجاء والخوف، وفيها طلب الهداية، ومن فقدها في صلاته فقد جوهر الصلاة الحقيقي.”
دعوة للتعلُّم وعدم التهاون
وقد دعت دار الإفتاء جميع المسلمين، خاصة الآباء والمربين، إلى تعليم الأبناء سورة الفاتحة بشكل صحيح منذ الصغر، سواء من خلال الكتاتيب، أو دروس التجويد، أو حتى التطبيقات التعليمية الحديثة، لما لها من أهمية في صحة الصلاة وارتباطها بالعقيدة والسلوك