أزهري عن «فتنة كرة القدم»: الأهلي والزمالك لن ينفعوك في الدنيا والآخرة

حذر الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، من فتنة كرة القدم؛ وذلك بعد حالة من الشد والجذب بين مشجعي نادي الزمالك والأهلي بعد أنباء انتقال اللاعب أحمد سيد زيزو لاعب الزمالك للأهلي، ووفاة أحد المشجعين أمس على خلفية مباراة أمس وخروج الفريق الأبيض من البطولة الإفريقية.
التعصب الكروي لن ينفعك في الدنيا والآخرة
وقال تمام من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: «من أخطر الفتن الآن كرة القدم والهوس بها خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به أمتنا وبلدنا، وتحولت لعبة كرة القدم في بلدنا من لعبة للتسلية إن صح التعبير إلى حرب ضروس بالألفاظ القبيحة والسب والشتم ونشر الحقد والغل بين الأهلي والزمالك ووصول الأمر أحيانا إلى السخرية والاستهزاء ببن الأب وابنه».
وتابع: «من المؤسف والمحزن : الشتم والسب والقذف الذي نراه بين جماهير كرة القدم ودفاعهم المستميت بالحق والباطل عن أنديتهم، كذلك تمجيد بعض الناس لبعض اللعيبة والدفاع عنهم بشكل غريب بالحق والباطل والاهتمام بتفاصيل حياتهم وتبرير أخطائهم له والخوض في أعراض الناس بسببهم في الوقت الذي يهتم اللاعب بنفسه فقط ولا يعرف الشخص الذي يدافع عنه ويعصي الله بسببه.
وشدد أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر على أنه من المؤسف والمحزن : تحويل الأمر بين جماهير كرة القدم إلى صراع بغيض لا يهدأ وفتنة لا تنتهي، لافتًا إلى أنه من المؤسف والمحزن أن نفعل ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس من يبيع دينه بدنيا غيره.
وأكد الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، على ضرورة أن يهتم الإنسان بنفسك وبما هو خير لك وأنفع، ولا تعصِ الله لأجل أحد مهما كان فربنا لا يستحق منا ذلك ولن ينفعنا أحد، وكن على يقين أن الأهلي والزمالك وغيرهم لن ينفعوك على العكس قد يضروك كثيرا في الدنيا والآخرة بسبب هوسك بهم.
إباحة الإسلام الحنيف لممارسة الرياضة
فيما أشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في بيانه، إلى أنه مع إباحة الإسلام الحنيف لممارسة الرياضة، والأخذ بأسباب اللياقة البدنية، والقوة الجسمية؛ إلا أنه وَضَعَ ضوابطَ للألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره؛ بما في ذلك مُنافِسه.
كما جعل مراعاة هذه الضوابط كاملة أمرًا لا ينفك عن حكم الإباحة المذكور؛ بحيث لو أُهدرت، أو أُهدر أحدُها بما يبعث على الانحرافات الأخلاقية والسلوكية، أو الفتنة؛ ومن ثمّ الفرقة، وقطع أواصر الترابط في المجتمع؛ كان ذلك مُسوّغًا للتحريم.
وتابع: لا شك أن الحفاظ على الوَحدة مقصد شرعي جليل راعته هذه الضوابط، وقام على وجوبِ حِفظه أدلة عديدة، منها قول الله سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..} [سورة آل عمران: 103]؛ حتى كان زوال مسجدٍ أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة، أو ظهور فرقة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في مسجد الضرار: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [سورة التوبة: 108].
كما بيّن صلى الله عليه وسلم أن إذكاء الفرقة من فعل الشيطان؛ فقال محذرًا: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ» [أخرجه مسلم]، وأن المُتابع الجيّد لمباريات كرة القدم وأحداثها مُؤخرًا يرى تعدِّيات صارخة على هذه الضوابط، تُهدر كثيرًا من مصالح الشرع المرعيّة، وتجلب العديد من المفاسد، لا إلى ساحة سلوك الفرد فقط؛ بل إلى ساحة أخلاق وسلوك المجتمع بأسره.