الرسوم الأمريكية تشعل التوتر التجاري.. ترامب يُصعّد وبكين تتحدّى
دخلت التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة حيّز التنفيذ ضد الصين وعدد من الدول، بعد أن صعّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من لهجته، مشيدًا بما وصفه بـ«التعريفات الانفجارية»، معتبراً إياها خطوة ضرورية لحماية الاقتصاد الأمريكي وتحقيق رؤيته «العظمى» للبلاد.
وبحسب تقرير نشرته «BBC» البريطانية، فإن التعريفات الجديدة، بدأت عند الساعة 00:01 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي (04:01 بتوقيت جرينتش)، تشمل رسومًا تصل إلى 104% على عدد من السلع الصينية، إضافة إلى استهداف 60 دولة وصفها ترامب بأنها «من بين الأسوأ» في الممارسات التجارية.
رد صيني وارتباك عالمي
في المقابل، رفضت بكين الاستجابة لمهلة أمريكية لسحب الرسوم الانتقامية التي فرضتها على الواردات الأمريكية، مما زاد من حدة التوتر بين الجانبين.
وأعلنت عدة حكومات في منطقة آسيا-الباسيفيك عن حزم دعم للمستثمرين في محاولة لاحتواء تداعيات الأزمة.
الأسواق تتراجع قبل التنفيذ
وبعد بدء تنفيذ الرسوم، شهدت الأسواق في آسيا-الباسيفيك تراجعات واسعة، إذ انخفض مؤشر نيكي الياباني بنسبة 2.6%، وتايكس التايواني بنسبة 4%، وهبطت بورصات كوريا الجنوبية وأستراليا وهونج كونج، بينما ارتفع المؤشر الصيني الرئيسي بنسبة طفيفة بلغت 0.2%.
تحذيرات من أزمة هيكلية في الاقتصاد الصيني
يرى محللون أن الرسوم المرتفعة، قد تُجبر الصين على إعادة هيكلة اقتصادها، والاعتماد بشكل أكبر على الاستهلاك المحلي، بعد أن شكّلت الصادرات بين 20% إلى 50% من نموها الاقتصادي منذ جائحة كورونا.
وقالت دان وانج، كبيرة الاقتصاديين في مجموعة «يوراسيا» - بحسب تقرير «BBC» - إن أي تعريفة تتجاوز 35% كفيلة بمحو أرباح الشركات الصينية من التصدير للولايات المتحدة أو جنوب شرق آسيا.
وأضافت: «أي زيادة فوق هذا الحد تكون رمزية فقط»، محذّرة في الوقت ذاته من أن الصين قد تفشل في تحقيق هدف النمو السنوي البالغ نحو 5% إذا استمرت العزلة التجارية.
ومن جانبه، يرى تيم ووترر، من شركة «KCM Trade»، أن الرسوم الأمريكية الجديدة غير قابلة للاستمرار على المدى الطويل بالنسبة للاقتصاد الصيني، مؤكدًا أن بكين قد تصمد لفترة قصيرة، لكن الاستمرار في مواجهة هذا المستوى من الرسوم سيتطلب تغييرات هيكلية شاملة في نموذجها الاقتصادي.
انقسام أمريكي حول الرسوم
بينما يراها مؤيدو "ترامب" خطوة جريئة لإعادة التوازن التجاري، يرى آخرون، أن مثل هذه السياسات الحمائية قد تدفع بالاقتصاد الأمريكي إلى حافة الركود. وكتبت مراسلة الشؤون الأمريكية، نوميا إقبال، أن الداخل الأمريكي منقسم بشدة: البعض يرحب بحماية الصناعة المحلية، وآخرون يخشون من اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق.
