الاقتصاد ينهار وترامب يلعب الجولف .. موجة سخرية وانتقادات .. تفاصيل

في مشهد أثار سخرية وانتقادات واسعة، احتفل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفوزه في بطولة جولف أقيمت داخل ناديه الخاص في فلوريدا، وذلك في نهاية أسبوع شهد اضطرابات اقتصادية حادة أشعلها بنفسه بقرارات التعريفات الجمركية التي أدت إلى انهيار في الأسواق العالمية.
علق المذيع في شبكة «CNN»، جيك تابر، ساخرًا: «أخبار عظيمة، يا للجميع!»، فيما كتب مقدم برنامج «Meet the Press»، تشاك تود، عبر منصة «X»: «إنه تصرف لا يُصدق في عدم الإحساس. يدمر الاقتصاد العالمي، ثم يقضي عطلة نهاية الأسبوع في الجولف ضد منافسين بلا مستوى».
وانتشرت مقارنات بين سلوك ترامب وزعماء ديكتاتوريين، حيث شبّهته الكاتبة في موقع «The Bulwark»، سارة لونجويل، بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قائلة: «رئيسنا ينهار الاقتصاد ثم يصدر بيانات بأسلوب كوريا الشمالية عن فوزه في الجولف».
وسخرت صور مركبة على وسائل التواصل من «احتفال ترامب» وسط الأزمات، إذ شبهه آخرون بشخصيات تاريخية مثل ماري أنطوانيت ونيرون، فكتبت المعلقة السياسية أنا نافارو-كارديناس: «دعهم يأكلون الكعك»، في إشارة إلى مقولة شهيرة تعكس غياب الإحساس بمعاناة الشعب. فيما نشر آخرون صورة لترامب على هيئة نيرون وهو يعزف بينما تحترق روما.
الكاتب في مجلة «ذا أتلانتيك»، ديفيد فروم، قال إن الإمبراطور الروماني أغسطس كان يتعمد الخسارة في الألعاب لإظهار تواضعه أمام النخبة، بعكس ترامب الذي «يوثق فوزه في ناديه وكأنه نصر قومي».
انهيار الأسهم الأمريكية
وتراجعت الأسهم الأمريكية في وول ستريت ، بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها «ترامب»، إذ تراجع المؤشر داو جونز الصناعي 1111.20 نقطة، أو 2.66%، إلى 41103.63 نقطة.
وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز 500 188.27 نقطة، أو 3.32% ليصل إلى 5482.70 نقطة، وتراجع "ناسداك"789.63 نقطة، أو 4.50%، ليبلغ 16811.42 نقطة.
تغيّب عن استقبال جثامين جنود
وفي مشهد زاد من حجم الانتقادات، كشفت تقارير أن ترامب تغيب عن مراسم استقبال رفات أربعة جنود أمريكيين قُتلوا في تدريب عسكري بليتوانيا، مفضلًا البقاء في ناديه لمتابعة البطولة. وقد أوكل المهمة إلى وزير الدفاع، مما أثار غضبًا شديدًا في أوساط العسكريين وأسر الضحايا.
أحد المحاربين القدامى قال لموقع «Mediaite»: «نحن ندفن أبناءنا، بينما هو مشغول بالجولف والمنافسات في ناديه الخاص... هذا مهين».
تناقض صارخ
وأعادت الواقعة تسليط الضوء على شخصية ترامب المثيرة للجدل، وتحديدًا ميله الدائم لإعطاء الأولوية لصورته الشخصية ومشاريعه الخاصة، حتى في أحلك اللحظات الوطنية.
وبينما تواجه البلاد تبعات قرارات اقتصادية مقلقة، يبدو الرئيس منشغلاً أكثر بإحصاء ضرباته في ملعب الجولف، ما يفاقم المخاوف من أن طموحاته السياسية لا تزال مدفوعة بالاستعراض وليس بالمصلحة العامة