دراسات: عادات صعيد مصر تضر بصحة المرأة وتعرقل وصولها للخدمات الصحية

تُشير الأبحاث والدراسات، إلى أن مجموعة من العادات والتقاليد السائدة في صعيد مصر والريف تؤثر بشكل مباشر على صحة المرأة، سواء من ناحية الوصول إلى الخدمات الصحية أو من ناحية الممارسات اليومية نفسها. فيما يلي عرض لدراسات بارزة توضّح هذه التأثيرات.

1. حاجز الموافقة الأسرية
بينت دراسة استقصائية شملت 205 سيدة متزوجة في ثلاث قرى ريفية بمحافظة أسيوط، أن 25% من المشاركات اعتبرن الحصول على إذن الأسرة عقبة كبيرة أمام زيارة الطبيب أو المراكز الصحية، مقارنةً بعوائق بنيوية مثل بُعد المسافة أو التكلفة المالية، بعد ضبط المتغيرات الأخرى، لم تكن العقبات الثقافية–الشخصية (كخوف المرأة من التوجّه بمفردها أو عدم وجود طبيبة أنثى) ذات دلالة إحصائية قوية مع استخدام الخدمات، لكن الحاجة لموافقة الزوج أو كبار الأسرة بقيت عاملًا مؤثّرًا بشكل ملموس .
2. وسائل تنظيم الأسرة
في بحث أجراه "إيشاك" (2020) على سيدات في محافظة المنيا (صعيد مصر)، تبين أن أكثر من 60% منهن يحملن معتقدات خاطئة، حول وسائل منع الحمل، مثل أنها تسبب العقم أو الأمراض المزمنة، مما أدّى إلى انخفاض كبير في معدل استخدام الوسائل الحديثة (25% فقط) مقارنةً بالمعدل القومي.
وتؤدي هذه الخرافات الثقافية إلى زيادات غير مرغوب فيها، في حالات الحمل المتكرر، مع ما يصاحب ذلك من مخاطر صحية (نزف، فقر دم، وإرهاق مزمن).
3. الممارسات التقليدية في رعاية المولود
ووجدت دراسة نوعية حول الممارسات الثقافية لرعاية المواليد الجدد في صعيد مصر، أن بعض العادات كالتدليك العنيف للبطن بعد الولادة أو إعطاء الرضيع أعشابًا دون إشراف طبي، قد تزيد من مخاطر التهابات ما بعد الولادة لدى الأم وتؤثر سلبًا على إدرار الحليب وجودة الرضاعة الطبيعية.
وهذه الممارسات غالبًا ما تنتقل عبر الأجيال من الجدات والأمهات، وتتطلب برامج توعية موجهة للنساء الأكبر سنًا في الأسرة، لترك أثر إيجابي على الأمهات الشابات.
4. زواج القاصرات
وأظهرت بيانات المسح الديموغرافي والصحي المصري عام 2008، أن نسبة زواج الفتيات تحت سن 18 في صعيد مصر تتجاوز 30%، مقارنةً بنحو 17% على مستوى الجمهورية.
ويرتبط الزواج المبكر بزيادة في مضاعفات الحمل والولادة، كالولادة المبكرة ونقص وزن المولود فضلاً عن ارتفاع معدلات فقر الدم بين الأمهات المراهقات.
نصائح تؤكد عليها الدراسة
وتؤكد هذه الدراسات، أن العادات والتقاليد المحلية، من حاجز الموافقة الأسرية إلى الخرافات حول تنظيم الأسرة تشكل عوائق كبيرة، أمام صحة المرأة في الصعيد والريف، وللحد من هذه التأثيرات السلبيّة، ينبغي:
- وضع برامج توعية مجتمعية تستهدف جميع أفراد الأسرة، لا سيما الرجال وكبار السن.
- عمل مؤتمرات توعوية داخل المدارس.
- بث برامج توعية على شاشات التلفزيون.