حكم تأخير الصلاة بدون عذر شرعي.. تعرف على رأي دار الإفتاء

تُعد الصلاة من أعظم العبادات في الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الدين بعد الشهادتين. فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة على المسلمين خمس مرات في اليوم، وأوجب أداء كل صلاة في وقتها المحدد. ومع ذلك، يواجه بعض المسلمين تحديات قد تؤدي إلى تأخير الصلاة عن وقتها، إما بسبب الانشغال أو الكسَل أو غيره من الأسباب. لكن ما هو الحكم الشرعي في تأخير الصلاة بدون عذر؟
1. الحكم الشرعي لتأخير الصلاة بدون عذر
تأخير الصلاة عن وقتها دون عذر شرعي يُعد من الكبائر في الإسلام، ويعاقب عليه المسلم إذا لم يتب ويستغفر الله. وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من ترك الصلاة فقد كفر”، وهذا يعني أن تأخير الصلاة دون عذر قد يفضي إلى التسبب في تبعات دينية جسيمة.
وقد ورد عن العلماء أنه لا يجوز تأخير الصلاة إلى ما بعد وقتها المحدد إلا في حالة وجود عذر شرعي، مثل: النوم الثقيل، أو النسيان، أو الخوف من الموت. في هذه الحالات، يكون تأخير الصلاة مباحًا ومغفورًا من الله تعالى.
2. الآراء الفقهية حول تأخير الصلاة بدون عذر
تؤكد أغلب المذاهب الفقهية على أن تأخير الصلاة عن وقتها دون عذر شرعي يعد فعلًا محرمًا. فإذا تأخر المسلم عن أداء الصلاة عمداً، فعليه التوبة والاعتذار إلى الله. ففي المذهب الحنفي والمالكي والشافعي، يُشدد على وجوب الصلاة في وقتها المحدد، ويُعتبر تأخير الصلاة بدون عذر خطأً دينيًا يستوجب التوبة.
3. متى يكون تأخير الصلاة جائزًا؟
تأخير الصلاة يكون جائزًا في حالتين رئيسيتين:
• النوم الثقيل: إذا نام المسلم عن الصلاة ولم يستيقظ إلا بعد خروج وقتها، فإنه يجب عليه قضاؤها فور استيقاظه.
• النسيان: إذا نسي المسلم الصلاة ولم يتذكرها إلا بعد مرور الوقت، فإنها تُقضى بمجرد تذكرها.
أما إذا كان تأخير الصلاة ناتجًا عن الكسل أو التراخي أو الانشغال بالأمور الدنيوية، فإن ذلك يعد محرمًا، ويجب على المسلم أن يسعى لتأدية الصلاة في وقتها كما أمر الله سبحانه وتعالى.
4. رأي دار الإفتاء
في فتوى لدار الإفتاء ، أكدت أن تأخير الصلاة دون عذر شرعي هو أمر محرم في الإسلام، ويجب على المسلم أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها. وأشارت دار الإفتاء إلى أن تأخير الصلاة بسبب النوم أو النسيان لا يعد إثماً إذا تم قضاؤها فورًا بعد الاستيقاظ أو التذكر، ولكن تأخير الصلاة عمدًا، مع القدرة على أدائها في وقتها، يُعتبر تقصيرًا في أداء فرض الله، ويجب على المسلم التوبة والندم على ذلك.
كما نصحت دار الإفتاء في فتاوى أخرى، المسلمين بالابتعاد عن أسباب التأخير مثل الانشغال بأمور الدنيا أو الكسل، وأكدت على أهمية تنظيم الوقت وترتيب الأولويات حتى لا يُضيع المسلم صلاة واحدة. وشددت على أن الصلاة هي التي تفصل بين المؤمن وغير المؤمن، وأن تأخيرها يضعف العلاقة بين العبد وربه