مستودعًا لذخائر الأمة.. كيف احتفى مرصد الأزهر بـ اليوم العالمي للغة العربية؟
احتفى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يرفع هذا العام شعار "مسارات مبتكرة للغة العربية"، نُدرك أننا لا نحتفي بمجرد وسيلة للتواصل، بل بكيان حضاري شامخ يجمع بين الأصالة والحداثة.
مسارات مبتكرة للغة العربية
وقال مرصد الأزهر: اللغة العربية هي الركيزة التي حفظت للبشرية تراثًا فكريًا وعلميًا هائلاً، وهي اليوم تمضي نحو المستقبل بروح الانفتاح والشمول، متجاوزةً حدود الجغرافيا لتكون صلة وصل بين أكثر من 400 مليون ناطق بها، مؤكدةً حضورها كواحدة من أكثر اللغات حيوية واستدامة في العالم.
وتابع: تستمد العربية عظمتها من خصائص فريدة، فهي لغة "ثابتة وراسخة" تحدت الزمن؛ فبينما تتغير اللغات الأخرى وتندثر مفرداتها عبر القرون، بقيت العربية لغة حية نفهم أدبها القديم وكأنه كُتب اليوم. هذا الصمود لم يكن ليتحقق لولا ارتباطها الوثيق بالقرآن الكريم، الذي منحها هيبةً وهيمنةً وجعلها "مستودعًا لذخائر الأمة"، فهي الوعاء الذي احتضن الفكر الإسلامي، والقانون، والفلسفة، والعلوم، مما جعل من تعلمها مفتاحًا لفتق الأذهان واستيعاب أعمق صور البيان والبلاغة.
وشدد الأزهر: يُعد إحياء هذا اليوم هو دعوة لاستشراف "مستقبل لغوي أكثر شمولاً"، نُعزز فيه مكانة اللغة العربية في الفضاءات الرقمية والبحثية، ونستثمر في فصاحتها لتكون أداة للحوار العالمي. فالعربية ليست لغة شعائر وعبادات فحسب، بل هي لغة الثقافة، والسياسة، والعلم، وشخصية الأمة التي لا تنفصل عن لسانها، وهي الضمانة الحقيقية لبقاء تراثنا حيًا وفاعلاً في صياغة ملامح المستقبل.
اليوم العالمي للغة العربية
تُعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة. يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام.
وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات.
ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.



