عاجل

The Apprentice .. قصة فيلم ترشح للأوسكار وأثار زوبعة سياسية وتسبب في غضب ترامب

مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم

أثار فيلم "المتدرب" The Apprentice زوبعة سياسية في الولايات المتحدة منذ وقت عرضه في مهرجان كان السينمائي 20 مايو 2024 وحتى ترشحه لجوائز الأوسكار، أمس الجمعة. أعده البعض فيلمًا عبقريًا ووصفه بعض النقاد بأنه أحد أبرز وأفضل الأعمال السينمائية السياسية في العشر سنوات الأخيرة، بينما اعتبره البعض الآخر "وصمة عار".

يقدم "المتدرب" لمحة درامية عن حياة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنوات شبابه. وهو من إخراج الإيراني علي عباسي، وتأليف الصحفي جابرييل شيرمان، ويتناول صعود ترامب في عالم العقارات خلال السبعينيات والثمانينيات، مستعرضًا علاقته المثيرة للجدل بالمحامي الشهير روي كون. ورغم العقبات القانونية ومحاولات عرقلة عرضه، نجح الفيلم في الوصول إلى دور السينما الأمريكية والحصول على جوائز عديدة والترشح لجوائز الأوسكار، مما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية.

قصة فيلم The Apprentice

يروي الفيلم قصة الشاب دونالد ترامب في بداياته المهنية، حين كان يسعى لبناء إمبراطوريته في نيويورك بمساعدة المحامي روي كون، المعروف بأساليبه القاسية وغير الأخلاقية. بحسب عباسي، يركز الفيلم ليس فقط على شخصية ترامب، بل أيضًا على "النظام الأمريكي" الذي سمح لشخصيات مثل كون بالتلاعب بالقانون واستغلال السلطة لتحقيق مصالحهم الشخصية.

وحظى سيباستيان ستان بإشادة واسعة في دور ترامب الشاب، حيث قدم أداءً مقنعًا دون الوقوع في تقليد هزلي، بينما أبدع جيريمي سترونج في دور كون، مجسدًا شخصية قاسية ومعقدة. كما لعبت ماريا باكالوفا دور إيفانا ترامب، مضيفة بعدًا إنسانيًا للعلاقة المعقدة بين الزوجين.

كواليس إنتاج الفيلم

تم الإعلان عن الفيلم لأول مرة في عام 2018، لكنه واجه تأخيرات متعددة بسبب حساسية موضوعه وصعوبات إيجاد طاقم مناسب. انضم المخرج علي عباسي لاحقًا إلى المشروع، وجلب رؤيته الفنية لتقديم العمل، حيث ركز على تصوير العلاقة بين ترامب وكون كنموذج لفساد النظام القانوني والسياسي الأمريكي.

The Apprentice' Donald Trump Movie Casts Sebastian Stan, Jeremy Strong,  Maria Bakalova
الممثلون والشخصيات الحقيقية

بعد عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي في مايو 2024، لاقى الفيلم إشادة نقدية وحصل على تصفيق لمدة ثماني دقائق. ومع ذلك، لم يكن الطريق إلى دور العرض الأمريكية سهلاً، إذ واجه صعوبات في إيجاد موزع بسبب المشاهد المثيرة للجدل التي تتناول حياة ترامب الشخصية، بما في ذلك اتهامات بالاعتداء الجنسي ومزاعم تعاطي المخدرات.

محاولات الحظر

واجه الفيلم عقبات قانونية كبيرة قبل إصداره، إذ حاول فريق ترامب القانوني منع عرضه عبر إرسال خطابات قانونية تهدد بمقاضاة المنتجين. أحد الممولين الرئيسيين للفيلم، دان سنايدر، كان قد دعم المشروع معتقدًا أنه سيقدم صورة إيجابية لترامب، لكنه شعر بخيبة أمل عندما تبين أن الفيلم يكشف جوانب مثيرة للجدل من حياة الرئيس السابق.

وبسبب محتوى الفيلم الحساس، تأخر توزيعه حتى قامت شركة Briarcliff Entertainment بإبرام صفقة لطرحه في أكتوبر 2024، قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ردود الفعل 

الفيلم أثار ضجة كبيرة، خاصةً في ظل ترشح ترامب للانتخابات الرئاسية. وصف ترامب الفيلم بأنه "كومة قمامة" وهاجم كاتبه جابرييل شيرمان بشدة عبر منصته "تروث سوشيال". كما أصدر فريق حملة ترامب تصريحات وصفوا فيها الفيلم بأنه "تشهير خبيث" و"محاولة للتدخل في الانتخابات من قبل هوليوود".

Filmen «The Apprentice»: Epoken som definerte Dondald Trump
مشهد من الفيلم

بالإضافة إلى انتقاداته العلنية، أعرب ترامب عن استيائه من تصوير علاقته بزوجته الأولى، إيفانا، في الفيلم، واصفًا ذلك بأنه "تشهير" و"افتراء". كما أكد أن علاقته بإيفانا كانت جيدة، وأن المشاهد المثيرة للجدل في الفيلم لا أساس لها من الصحة.

أما أفراد عائلة ترامب الآخرين، فلم يصدر عنهم تعليقات رسمية بشأن الفيلم. ومع ذلك، أفادت تقارير بأن المقربين من ترامب يشعرون بالاستياء من تصويره في الفيلم، ويعتبرون ذلك جزءًا من حملة أوسع لتشويه سمعته قبل الانتخابات.

ووصف لسيناتور الجمهوري ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الفيلم بأنه "محاولة واضحة للتأثير على نتائج الانتخابات"، فيماقال السيناتور الجمهوري تيد كروز: “من الواضح أن هذا الفيلم تم إنتاجه بهدف التأثير على الانتخابات”.

على الجانب الآخر، أثنى الديمقراطيون والنقاد الليبراليون على الفيلم، معتبرين إياه "كشفًا للحقيقة" عن ترامب ونظام السلطة الذي سمح له بالوصول إلى قمة السياسة الأمريكية. السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز وصف الفيلم بأنه "نافذة على شخصية ترامب وعلاقاته المشبوهة".

ترامب والسيطرة على هوليوود

ما أن تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة، إلا وقد أعلن عن تعيين ميل جيبسون، وسيلفستر ستالون، وجون فويت كمبعوثين خاصين له في هوليوود، وهي خطوة يرى الخبراء أنها قد تؤدي إلى تغيير في السياسة الفنية لصناعة الترفيه الأمريكية؛ إذ أن الممثلين الثلاثة معروفين بتعاطفهم مع الجمهوريين ولديهم ميول محافظة.

وبحسب مجلة "هوليوود ريبورتر" يعتبر اختيار ترامب لهذه الشخصيات الثلاثة خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة تعريف العلاقة بين هوليوود والسياسة، خاصةً في ظل ما يعتبره ترامب "هيمنة لليسار" على صناعة الترفيه.

رغم أن الأدوار المحددة لهذه الشخصيات لا تزال غامضة، إلا أن الخطوة تحمل رسالة واضحة، وهي أن ترامب يسعى لإعادة السيطرة على هوليوود بحيث تعتبر منبرًا دعائيًا لأفكار التيارات المحافظة.

تم نسخ الرابط