عاجل

إلى أين يتجه اتفاق غزة بعد اغتيال رائد سعد وتهديد عز الدين الحداد؟

رائد سعد
رائد سعد

 

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس السبت اغتيال القيادي رائد سعد، أحد قادة الجناح العسكري لحركة حماس، في عملية مباشرة لإضعاف البنية العسكرية لحماس، وهو ما كانت تسعى له إسرائيل منذ فترة خاصة بعد ما أشيع من جهاز الموساد عن أنه صاحب عملية جدار أريحا في طوفان الأقصى، في وقت يترقب فيه العالم التحرك نحو المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ، ما يعكس تصعيداً خطيراً في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويطرح تساؤلات حول صمود اتفاق غزة أمام هذه الاختراقات الإسرائيلية المألوفة على غرار اغتيالات لبنان.

ولاحقاً أعلنت إسرائيل نيتها اغتيال عز الدين الحداد، رئيس الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة، ما يثير مخاوف حقيقية من مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، وهو ما تسعى إليه إسرائيل، ويؤكد أن سياسة الاغتيالات لا تزال إحدى أهم أدوات إسرائيل في إدارة الصراع في محاولة ردع مسبق واستفزاز خفي لإنهاء اتفاق السلام، وتعتبر إسرائيل أن الاغتيال وسيلة فعالة لإضعاف الخصم وإرباك بنيته التنظيمية دون الانجرار إلى مواجهة عسكرية شاملة.

عز الدين الحداد 
عز الدين الحداد 

د. نيفين وهدان: التصعيد جاء في توقيت حساس للغاية 

في هذا الصدد قالت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، إن التصعيد الأخير جاء في توقيت بالغ الحساسية، في ظل مساع إقليمية ودولية حثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفتح الممرات الإنسانية، وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الخطوة الأهم والأكثر تعقيدًا تتمثل في التمهيد لمرحلة تهدئة طويلة الأمد.

وأوضحت الدكتورة نيفين وهدان في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن سياسة الاغتيالات تقوض هذه الجهود بشكل مباشر، وتضعف الثقة بين الأطراف، لافتةً إلى أن استهداف القيادات العسكرية خلال فترة التهدئة يُعد خرقًا واضحًا وجوهريًا لبنود الاتفاق، حتى وإن لم ينص على ذلك صراحة ضمن بنوده، مضيفة أن غياب آليات إلزامية واضحة لوقف الانتهاكات يزيد من هشاشة الاتفاق، ويجعله عرضة للانهيار في أي وقت.

إسرائيل تستخدم الاتفاق غطاء سياسي لمواصلة عملياتها في غزة

واعتبرت وهدان أن هذه الاغتيالات من منظور حركة حماس، تمثل دليلاً ملموسًا على أن إسرائيل لا تسعى إلى تسوية سياسية حقيقية، وإنما تستخدم الاتفاق كغطاء لمواصلة عملياتها العسكرية.

كما أشارت إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تحاول تحقيق توازن بين التهدئة شكليًا والاستمرار فعليًا في تنفيذ عمليات عسكرية نوعية، بهدف تحقيق مكاسب أمنية دون الانزلاق إلى حرب شاملة، محذرة من أن هذه السياسة تنطوي على مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى فقدان السيطرة على مسار التصعيد، خاصة في ظل حالة التوتر والترقب على المستوى العالمي.

د. نيفين وهدان 
د. نيفين وهدان 

وأكدت الدكتورة نيفين وهدان أن مستقبل اتفاق شرم الشيخ يظل مرهونًا بمدى التزام الأطراف ببنوده، والانتقال من منطق القوة الهمجية إلى منطق السياسة واحترام المواثيق الدولية وقرار مجلس الأمن رقم 2803، إلى جانب توفير ضمانات حقيقية تمنع تكرار الاغتيالات وتحافظ على وقف إطلاق النار. 

وأشارت إلى أن اللقاء المرتقب بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا قد يشهد تصاعدًا في الانتهاكات، متوقعة التحرك فورًا نحو المرحلة الثانية بعد هذا اللقاء، باعتبار ذلك أمرًا حتميًا وليس خيارًا خاضعًا لقرار نتنياهو.

تم نسخ الرابط