عند امتلاء القبور ما الطريقة الشرعية لدفن الموتى؟ .. الإفتاء توضح
مع تزايد أعداد السكان وضيق المساحات المخصصة للمقابر، تبرز تساؤلات متكررة حول الكيفية الشرعية للتعامل مع امتلاء القبور، وما الذي يقرره الفقه الإسلامي في مثل هذه الظروف الطارئة.
عند امتلاء القبور ما الطريقة الشرعية لدفن الموتى؟ ..
أوضحت دار الإفتاء أن المأثور في كيفية دفن الميت أن يوضع في القبر على شقه الأيمن، ويوجه وجهه إلى القبلة وجوبًا، وعند امتلاء القبور يتم الدفن في قبور أخرى إلا إذا دعت الضرورة للجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد، مع مراعاة الفصل بين الأموات بحاجز ولو بارتفاع يسير وإن كانوا من جنس واحد، وإذا حصلت الضرورة يمكن عمل أدوار داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقَبوٍ من طوب أو حجارة لا تَمَس جسمه، ثم يوضع على القبو التراب ويدفن فوقه الميت الجديد.
في حالة كثرة عدد الموتى.. كيفية التعامل مع الهياكل العظمية؟
في حال امتلاء القبور يجب الدفن في قبور أخرى؛ لأنه لا يجوز الجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد إلا للضرورة، ويجب الفصل بين الأموات بحاجزٍ حتى ولو كانوا من جنسٍ واحد.
لكن إذا حصلت الضرورة فيمكن عمل أدوارٍ داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم قبْوٍ من طوب أو حجارة لا تمس جسمه، ثم يوضع على القبْو التراب ويدفن فوقه الميت الجديد، وذلك كله بشرط التعامل بإكرام واحترام مع الموتى أو ما تبقى منهم؛ لأن حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا.
واتفق الفقهاء على حرمة نبش قبر الميت قبل البلَى لنقله إلى مكان آخر لغير ضرورة، وعلى جوازه للضرورة، على اختلاف بينهم فيما يُعَد ضرورة وما لا يُعَد كذلك، وقرروا أن الحاجة تُنزل منزلة الضرورة؛ خاصة كانت أو عامة.
فإذا وُجدت الضرورة أو الحاجة التي لا يمكن تحققها إلا بنقل الميت؛ كامتلاء المقابر: جاز نقله شرعًا، بشرط احترامه في نقله؛ فلا يُنقل على وجه يكون فيه تحقير له، وبشرط عدم انتهاك حرمته؛ فتُستخدم كل الوسائل الممكنة التي من شأنها أن تحفظ جسده وتستره، مع اللطف في حمله، ويراعى بعد نقله أن يكون دفنه بالطريقة الشرعية؛ فالمنصوص عليه شرعًا أن الميت يدفن في قبره لحدًا أو شقًا إن كانت الأرض صلبة، أما إن كانت الأرض رخوة -كما هو الحال في مصر وغيرها من البلاد ذات الطبيعة الأرضية الرخوة- فلا مانع أن يكون الدفن بطريقة أخرى بشرط أن تحقق المطلوب المذكور في القبر الشرعي، وهذا هو الذي دعا أهل مصر للجوء إلى الدفن في الفساقي منذ قرون طويلة؛ لأن أرض مصر رخوة تكثُر فيها المياه الجوفية ولا تصلح فيها طريقة الشق أو اللحْد، ولا حرج في ذلك شرعًا كما نص عليه جماعة من الأئمة الفقهاء من محققي المذاهب الفقهية المتبوعة.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنه يجوز عمل أدوار داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم قبْو من طوب أو حجارة لا تمس جسمه، كما يجوز عمل العظامة عند الحاجة إليها، وليكن نقل الموتى حينئذ منوطًا بالحاجة بشرط بلَى الأجساد؛ فتُنقل الجثث البالية وعظامها إلى العظامة، دون الأجساد حديثة الدفن، مع وجوب التعامل بإكرام واحترام مع الميت أو ما تبقى منه؛ لأن حرمة الإنسان ميتًا كحرمته حيًّا.



