عاجل

لماذا ندعو الله في ساعة استجابة الجمعة؟..أزهري يوضح / خاص

الجمعة
الجمعة

أكد الشيخ مصطفى الهلباوي من علماء الأزهر الشريف أن الدعاء عبادة عظيمة أمرنا الله تعالى بها في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، حيث قال سبحانه: «ادعوني أستجب لكم»، وقال أيضًا: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب». مشيرًا إلى أن رحمة الله بعباده تجلَّت في أنه أرشدهم إلى أماكن وأوقات وأحوال تكون فيها الدعوات أقرب للإجابة.

أوقات استجابة الدعاء 

وأوضح الهلباوي في تصريحات خاصة ل " نيوز رووم "أن أبرز هذه الأوقات ساعة استجابة الجمعة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه»، مؤكدًا أن هذه الساعة منحة ربانية ينبغي اغتنامها وعدم التفريط فيها.

وأضاف أن أماكن استجابة الدعاء تشمل الكعبة المشرفة وما حولها، وعند الروضة الشريفة في مسجد سيدنا رسول الله، وكذلك المسجد الأقصى، إلى جانب المكان الذي يخصصه المسلم للصلاة في بيته، مستدلًا بقوله تعالى: «هنالك دعا زكريا ربه». كما أشار إلى أن قبور آل بيت النبي تُعد من الأماكن المباركة التي يُرجى عندها الدعاء.

أما الأوقات المباركة الأخرى فأبرزها وقت السحر؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر…»، وكذلك يوم عرفة، ومواسم الطاعات.

وبيّن الهلباوي أن أحوال الداعي لها أثر كبير في استجابة الدعاء، وأولها حالة الاضطرار والكرب؛ لقوله تعالى: «أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه». وكذلك دعوة المظلوم التي لا تُرد، وحال العبد الملازم للطاعة والمبتعد عن المعصية، وهو من وصفهم النبي في الحديث القدسي: «ولئن سألني لأعطينه».

وختم الهلباوي حديثه بالتأكيد على أن الدعاء في الأوقات الفاضلة، وعلى رأسها ساعة استجابة الجمعة، فرصة ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، فهي باب عظيم من أبواب الرحمة وإجابة الحاجات.

سنن يوم الجمعة 

ومن سنن وآداب يوم الجمعة ما يلي:

▪️الاغتسال: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «إِذَا جَاءَ أحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ». [متفق عليه]

▪ التطيب، والتسوك: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «..وأَنْ يَسْتَنَّ، وأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إنْ وجَدَ» [متفق عليه]، ولو استعمل قبل ذهابه لأداء صلاة الجمعة بدلًا من السواك الفرشاة التي تطهر الفم؛ فلا حرج إن شاء الله.

▪️لبس أفضل الثياب: قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}. [الأعراف:31]

▪️التبكير إلى صلاة الجمعة: قال سيدنا رسول الله ﷺ : «إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وقَفَتِ المَلَائِكَةُ علَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، ويَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». [متفق عليه]

▪ الذهاب إلى المسجد مشيا: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا». [أخرجه الترمذي]

ما حكم تَرك صلاة الجمعة والتكاسل عن أدائها؟

بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية،  أن الله عز وجَلَّ فَرَض الجُمعة على كُلِّ مُسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، ذَكَرٍ، مُقيمٍ، صحيحٍ غيرَ مريض؛ فعَنْ حَفْصَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «على كُلِّ مُحتَلِمٍ رَوَاحُ الجُمُعةِ» [أخرجه أبو داود]، وعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ  مَرِيضٌ». [أخرجه أبو داود]

وقد أجمَع المسلمون على فرضية صلاة الجُمعة وحرمة التخلف عنها؛ عملًا بقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. [الجمعة: 9]

فيحرُم ترك الجُمعة -دون عُذرٍ مُعتَبر- على من وَجَبَت عليه، وقد وَرَد النهي عن تركها، وترتيب الوعيد الشديد على ذلك؛ فعَنْ عَبْدَ اللهِ بْن عُمَرَ، وَأَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» [أخرجه مسلم]، وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ سَيِّدنا رَسُولِ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ». [أخرجه النسائي]

تم نسخ الرابط