مأمون فندي: تصريحات محمد صلاح فضحت ديكتاتورية التعليق الكروي في الغرب
قال الكاتب والمحلل السياسي مأمون فندي، إن ردود الفعل على شكوى محمد صلاح تكشف مفارقة لافتة في الخطاب الكروي المعاصر، فعندما يعبّر لاعب عالمي عن تظلّم شخصي، يُفترض أن يتعامل المعلّقون – الذين يُفترض أنهم محللون مستقلون – مع مضمون اعتراضه بجدية.
وأوضح فندي أن ما حدث كان العكس؛ إذ اندفع كثيرون إلى الدفاع الصارم عن سلطة النادي، معتبرين قراراته مسلّمات، فيما صُوّر صوت اللاعب باعتباره إزعاجًا غير مرغوب فيه.
وأشار فندي إلى أن هنا يبرز سؤال جوهري: هل تنتهي القيم الديمقراطية التي يتغنّى بها الغرب عند بوابات الأندية؟، موضحا أن سرعة التهافت في رفض منطق شكوى صلاح بنية التعليق الرياضي تحمل عادة راسخة، وهي ادعاء النقد الحرّ، مع انحياز تلقائي للهرمية المؤسسية كلّما تحدّى لاعبٌ سلطتها، وهكذا يتشكّل خطاب موحّد متماسك، أقرب إلى انضباط البث الرسمي في الأنظمة المغلقة، حيث تُعد مخالفة السردية المركزية نوعًا من العصيان.
واختتم المحلل السياسي بقوله: والأكثر دلالة هو الإحجام شبه التام عن النظر في البعد العِرقي أو الهوياتي للنزاع. فبدلًا من مقاربة العلاقة بين اللاعب والمؤسسة من زاوية القوة والتمثيل، لجأ معظم المعلّقين إلى خطاب “الحفاظ على الوحدة”، وهو خطاب استُخدم تاريخيًا لإسكات الأصوات الأقلوية، إن هذه الآليات الخطابية لا تعكس حيادًا، بل ولاءً قلقًا للمؤسسة يتصادم مع الدور الإعلامي المفترض في ثقافة تدّعي الديمقراطية.
وفي سياق آخر، فندي على أن نادي ليفربول الإنجليزي والذي يلعب بصفوفه الفرعون المصري محمد صلاح، يواجه أزمة اقتصادية وتراجع كبير في أداء اللاعبين نتيجة الاستثمار الخاطئ وبلا تخطيط.
وكتب فندي في تغريدة عبر منصة «إكس»: «المعادلة الاقتصادية في ليفربول الآن: النادي صرف ~200 مليون يورو على فيرتز، أيساك وإيكيتاي، وبيع دياز ونونيز بـ ~150 مليون يورو».
وأضاف: «النتيجة؟ الفريق وسط الجدول، المنافسة على البطولة ضاعت، نصف مليار دولار استثمرت بلا فائدة، والأداء تراجع».
وأوضح فندي أن الحل المالي الوحيد هو «محمد صلاح يظل أساسيًا أو يُباع بـ 150 مليون يورو لاسترجاع جزء من الخسائر، أما لو كنت مكان صلاح: اجلس على الدكة، النادي لن يستطيع فسخ عقدك، واترك الإدارة تواجه عواقب صرفها الفوضوي».
واختتم بقوله: «هذه معادلة واضحة: الاستثمار الخاطئ بلا تخطيط = خسارة مالية ورياضية مزدوجة، والفريق يدفع الثمن».