عاجل

هل نُرزق ونُنتصر بضعفائنا؟ دار الإفتاء المصرية توضح صحة الحديث ومعناه

هل نُرزق ونُنتصر
هل نُرزق ونُنتصر بضعفائنا؟ دار الإفتاء المصرية توضح

إن خدمة الضعفاء والمحتاجين ليست فقط خلقًا نبويًّا، بل هي طريقٌ لنيل البركة والرزق والنصر، كما جاء في الأحاديث الصحيحة. وهذا المعنى أكدته دار الإفتاء المصرية عبر بيانها الرسمي، مشيرة إلى أن مجتمعاتنا أحوج ما تكون اليوم لإحياء هذا المعنى النبيل في النفوس والسلوك. 

أكد الدكتور شوقي إبراهيم علام -مفتي الجمهورية السابق- صحة الحديث النبوي الشريف: «إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ»، موضحًا أنه حديثٌ وارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصححه عدد من أئمة الحديث، منهم الترمذي والحاكم والمنذري، كما رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان.

وأوضح المفتي أن هذا الحديث النبوي الشريف ورد بلفظ آخر أيضًا في صحيح البخاري: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ»، مما يدل على ثبوت معناه وأهميته في حياة الأمة والمجتمع.

معنى الحديث: بركة الضعفاء سبب النصر والرزق

أشار الدكتور شوقي علام إلى أن الحديث يحمل رسالة إنسانية واجتماعية عميقة، وهي أن الاهتمام بالضعفاء والمحتاجين هو سرٌّ من أسرار البركة في الرزق والنصر. فالمجتمعات التي ترعى المحتاجين وتحنو على الفقراء وتحفظ كرامتهم، تكون أكثر تماسكًا، وأقرب لنيل تأييد الله ونصره.

ونقل فضيلته عن الإمام المظهري أن هذا الحديث يعني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكون في صحبة الضعفاء، وأن من يُكرمهم كأنه يُكرم رسول الله، ومن يُهينهم كأنه يُهينه، وذلك لما لهم من منزلة عظيمة عند الله تعالى.

صفاء قلوب الضعفاء سبب في استجابة الدعاء

كما أوضح الإمام ابن بطال في شرح الحديث أن الضعفاء أكثر إخلاصًا وخشوعًا، فهم أبعد عن التعلّق بزينة الدنيا، وأن دعاءهم مستجاب، وأعمالهم أزكى، ما يجعلهم سببًا في دفع البلاء وجلب الخير للأمة كلها.

رسالة اجتماعية وإنسانية: أخدم الضعيف.. ترتفع الأمة

وأضاف الدكتور شوقي علام أن خدمة الضعفاء ليست فقط عملاً فرديًّا، بل هي من أحب الأعمال إلى الله تعالى، مستشهدًا بحديث آخر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوضح فيه أن "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس..."، وأن السعي في قضاء حاجة أخ مسلم أحب إلى النبي من الاعتكاف شهرًا في مسجده الشريف.

تم نسخ الرابط