آية عبد الرحمن: قرى مصر تعيش مع القرآن وتورثه جيلاً بعد جيل
قدمت الإعلامية آية عبد الرحمن حلقة خاصة من برنامجها "دولة التلاوة" المذاع عبر قناة الحياة، تحدثت فيها عن قرى مصرية ما زالت تحمل القرآن في قلوب أهلها وذاكرتهم، جيلًا بعد جيل، حتى أصبحت تُعرف بـ "قرى القرآن الكريم".
أماكن تحفظ الروح قبل الحروف
وقالت عبد الرحمن إن هذه القرى الممتدة بين أويش الحجر وعرب الرمل ونزلة الخيال والمطاعنة ليست مجرد تجمعات سكانية، بل مدارس إيمان وثقافة روحية، حيث لا يخلو بيت فيها من حافظ أو حافظة لكتاب الله، من الكبير إلى الصغير، من الجد إلى الحفيد.
حفظ القرآن.. ليس جائزة بل حياة
وأوضحت متحدثة بتأثر أن أبناء هذه القرى لا يحفظون القرآن طمعا في مكافآت أو مسابقات، بل لأن قلوبهم أدركت أن لا جائزة أعظم من حفظ كلام الله، فالطفل هنا يحفظ القرآن قبل أن يتعلم القراءة والكتابة، والشيخ يهب حياته للتلاوة والتحفيظ، فتستمر السلسلة دون انقطاع.
الكتاتيب.. صوت الإيمان في الشوارع
وأضافت عبد الرحمن أن شوارع هذه القرى تشهد انتشار الكتاتيب التي تعمر بالضوء والأصوات القرآنية صباحا ومساء، موضحة أن أصوات الأطفال والفتيات وهم يتلون القرآن تتردد في كل زاوية، فتتحول الشوارع إلى مساجد مفتوحة وروحانية نابضة.
قرى القرآن.. ذاكرة دولة التلاوة المصرية
واختتمت الإعلامية حديثها مؤكدة أن هذه القرى كانت ولا تزال المنجم الذي يخرج منه كبار المقرئين المصريين، والبيئة التي صنعت تاريخًا من التلاوة يشع نورًا في مصر والعالم الإسلامي، قائلة:"في هذه القرى.. القرآن ليس محفوظًا فقط في القلوب، بل محفور في الملامح، ومنقوش على الوجدان، ومنير للبيوت والطرقات."
وفي وقت سابق، قالت الإعلامية آية عبد الرحمن، خلال تقديمها برنامج "دولة التلاوة" المذاع عبر قناة الحياة، إن أوائل الستينيات شهدت ظهور مصحف مطبوع بشكل فاخر، لكنه احتوى على بعض التحريفات المقصودة في آيات القرآن الكريم.
وأوضحت أن أول تسجيل صوتي كامل للقرآن الكريم كان بصوت الشيخ الحصري، وسُجّل على أسطوانات مختلفة، إلا أن هذا لم يكن كافيا لمواجهة خطورة الأمر،حينها، قررت وزارة الثقافة بقيادة الإعلامي الكبير دكتور عبد القادر حاتم إطلاق موجة إذاعية خاصة للقرآن الكريم.
وأضافت عبد الرحمن أن حلم إذاعة القرآن الكريم من القاهرة أصبح واقعًا بقرار جمهوري من الرئيس في 25 مارس 1964، حيث سجلت ثلاث تلاوات مرتلة بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، إضافة إلى تسجيل ختامي بصوت الشيخ محمود علي البنا.
وأشارت الإعلامية إلى أن إذاعة القرآن الكريم لم تعد مجرد موجة إذاعية عادية، بل أصبحت شمسًا تنير البيوت والوجدان المصري، لتصبح جزءًا من روح مصر الحقيقية، وحافظًا على ارتباط الشعب بالقرآن الكريم من جيل إلى جيل.



