معنى الحديث الشريف " من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله "

يشهد المسلمون على أهمية الصلاة كركيزة أساسية في الإسلام، خاصة صلاة العصر، التي نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة الحفاظ عليها في وقتها. في هذا السياق، ورد حديث «من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله»، الذي يثير تساؤلات عديدة حول معناه وتفسيره الشرعي. في تقريرنا هذا، نعرض لكم تفسير الحديث وفقًا لما ورد في فتاوى علماء الدين، خاصةً ما أشار إليه الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام المفتي السابق للجمهورية ودار الإفتاء المصرية.
ما هو معنى حديث "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله"؟
الحديث النبوي الشريف الذي ذكر "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" ورد في صحيح البخاري. ويعني أن ترك صلاة العصر يؤدي إلى فقدان الأجر الذي يحصل عليه المسلم إذا أداها في وقتها. ولكن يجب توضيح أن المعنى لا يشمل إبطال جميع الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم في حياته، بل يقتصر على إبطال أجر صلاة العصر فقط.
إحباط العمل: لا يشمل كل الأعمال الصالحة
يتساءل البعض عن معنى "حبط العمل" في الحديث، وهل يشمل إحباط أجر كل الأعمال الصالحة الأخرى أم لا؟ الإجابة التي قدمها العلماء، خاصةً في تفسيراتهم التي نقلها المفتي السابق، تؤكد أن "حبط العمل" في هذا السياق يعني إبطال أجر صلاة العصر فقط. فلا يُحبط العمل بشكل عام، ولا يُفقد أجر باقي العبادات مثل الصلاة الأخرى أو الصيام أو الحج.
وأكد العلماء أن المعصية التي تؤدي إلى إحباط العمل تكون في حالة فساد العبادة ذاتها، مثل الرياء أو الشرك. أما المعصية التي تحدث في غير الصلاة، فلا تؤثر على صحة الصلاة أو أعمال البر الأخرى.
آراء علماء الدين حول تفسير الحديث
ابن عبد البر: في كتابه "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد"، أشار إلى أن "حبط العمل" يعني أن المسلم يفقد أجر صلاة العصر إذا تركها أو أداها بعد انتهاء وقتها. وليس المقصود به إبطال جميع أعماله الصالحة الأخرى.
الإمام النووي: في شرحه لصحيح مسلم، أوضح أن الحديث يتحدث عن ترك صلاة العصر، ولا علاقة له بالأعمال الأخرى أو الصلوات. حيث أن الحكم الوارد في الحديث خاص بالصلاة الوسطى فقط.
الملا علي القاري: في "مرقاة المفاتيح"، أكد على أن "حبط العمل" يشير إلى فقدان ثواب صلاة العصر لتركها في وقتها، وأن ذلك لا يتسبب في إبطال الأعمال الصالحة الأخرى التي يؤديها المسلم.
فهم الحديث بشكل صحيح
من خلال تفسير العلماء، يمكن القول أن الحديث "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" يتحدث بشكل خاص عن صلاة العصر فقط، ولا يؤثر على صحة الأعمال الأخرى. إن فهم هذا الحديث الصحيح يساعد المسلمين على الالتزام بأداء الصلاة في أوقاتها وتجنب أي تفكير في أن ترك صلاة العصر سيؤدي إلى إبطال جميع أعمالهم الصالحة.