هل يجوز الدعاء لشخص بإسمه فى الصلاة؟.. دار الإفتاء المصرية توضح

أثار سؤال حول جواز ذكر اسم شخص معين في الدعاء أثناء الصلاة اهتمام كثيرين من المصلين، خاصة عند الرغبة في الدعاء للوالدين أو المعلمين أو أصحاب الفضل.
وأجابت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بفتوى شافية، صادرة عن فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام – مفتي الجمهورية السابق – موضحة الحكم الشرعي وموقف المذاهب الفقهية من ذلك.
فتوى دار الإفتاء: لا مانع من ذكر الاسم في الدعاء أثناء الصلاة
أكد الأستاذ الدكتور شوقي علام أن الدعاء لشخص معين باسمه أثناء الصلاة لا حرج فيه شرعًا، سواء في الفريضة أو النافلة، بشرط أن يكون الدعاء مشروعًا وجائزًا. ويشمل هذا الدعاء للوالدين أو المعلمين أو أي من أهل الفضل، وهو ما يفتح بابًا واسعًا أمام المسلمين للتعبير عن امتنانهم بالدعاء لمن يحبون، حتى وهم بين يدي الله تعالى في الصلاة.
استدلالات شرعية قوية من القرآن والسنة
استندت الفتوى إلى أدلة كثيرة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى:
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" [غافر: 60]
وقوله عز وجل:
"ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً" [الأعراف: 55].
كما جاء في السنة النبوية ما يدل على فضل الدعاء بشكل عام، منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"الدعاء هو العبادة" رواه الترمذي.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه لأشخاص بأسمائهم في الدعاء، كدعائه في القنوت:
"اللهم أنجِ الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة..."
اتفاق جمهور العلماء على جواز الدعاء بالاسم
أوضحت دار الإفتاء أن جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة – في الصحيح من مذهبهم – قد أجازوا الدعاء لشخص معين باسمه في الصلاة. كما نقلت عن كبار الفقهاء كالإمام النووي، والإمام الدردير، وابن نجيم الحنفي، ما يفيد بجواز ذلك دون كراهة أو حرج.
وأضاف المفتي أن الإمام أحمد بن حنبل نفسه كان يدعو لأشخاص بأسمائهم في صلاته، منهم الإمام الشافعي، مما يعزز من مشروعية هذا الفعل.
ماذا عن رأي الحنفية؟
أشارت الفتوى إلى أن الحنفية في ظاهر الرواية قد قيدوا الدعاء في الصلاة بما ورد في القرآن الكريم، لكن بعض علماء المذهب كابن نجيم رجّحوا جواز الدعاء بذكر الأسماء دون فساد للصلاة، مما يجعل القول بالجواز أكثر ترجيحًا حتى داخل المذهب الحنفي.
خلاصة الحكم الشرعي:
في ختام الفتوى، أوضح الأستاذ الدكتور شوقي علام – وفق ما صدر عن دار الإفتاء المصرية – أن:
"لا حرج شرعًا على الإنسان من تخصيص أحد من أهل الفضل بالدعاء له في الصلاة مع ذكر اسمه عند ذلك، سواء أكانت الصلاة فريضة أم نافلة."
هذه الفتوى تفتح الأبواب أمام المسلمين للدعاء الخالص لمن يحبون من أهل الفضل، وهي دعوة لإحياء روح الوفاء والتقدير للوالدين والمعلمين وسائر الناس، عبر وسيلة مباركة هي الدعاء أثناء الصلاة، وهي من أحب المواطن إلى الله عز وجل.