هل يشترط تبييت النية فى صيام الست من شوال؟ دار الإفتاء تجيب
مع بداية شهر شوال، يتساءل كثير من المسلمين عن حكم تبييت النية في صيام الست من شوال، وهل يشترط أن تُعقد النية من الليل أم يجوز الصيام بنية في النهار؟.
دار الإفتاء المصرية، على لسان الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام - مفتي الجمهورية السابق - قدمت توضيحًا مهمًا في هذا السياق، يهم كل من ينوي صيام هذه الأيام الفضيلة.
النية شرط لصحة الصيام
أكد الدكتور شوقي علام أن النية مطلوبة شرعًا في الصيام، سواء كان فرضًا أو نفلًا، مستندًا إلى الحديث الشريف:
«الأعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إِلى الله ورسوله فهجرته إِلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» [رواه الشيخان].
وبناءً على هذا، فإن أي صيام لا ينعقد إلا بالنية. ولكن النقاش الفقهي يتركز على توقيت هذه النية في صيام التطوع كصيام الست من شوال.
هل يجب تبييت النية من الليل؟
أوضح فضيلة المفتي أن جمهور العلماء - من الحنفية والشافعية والحنابلة - يُجيزون صيام النافلة بنية من النهار، بشرط ألا يكون الصائم قد أتى بمفسد من مفطرات بعد الفجر.
وهذا ما ذهب إليه عدد من كبار الأئمة مثل:
الإمام النسفي الحنفي: "وصح صوم... النفل، بنيَّة من الليل إلى ما قبل نصف النهار".
الإمام الشيرازي الشافعي: "يجوز في صوم التطوع النية قبل الزوال".
ابن قدامة الحنبلي: "من نوى صيام التطوع من النهار، ولم يكن طعم؛ أجزأه".
وقد استدل هؤلاء العلماء بأحاديث نبوية صحيحة، منها حديث عائشة رضي الله عنها عندما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم:
«يا عائشة، هل عندكم شيء؟ قالت: ما عندنا شيء، قال: فإني صائم» [رواه مسلم].
المالكية رأيهم مختلف
في المقابل، ذهب المالكية والمُزَني من الشافعية إلى أنه لا يصح صوم النفل إلا بتبييت النية من الليل، كما هو الحال في صوم الفريضة.
قال ابن عبد البر المالكي: "الفرض والتطوع لا يصح صومه إلا بنية مقدمة قبل طلوع الفجر".
صيامك صحيح في هذه الحالة
في ختام الفتوى، أكد الدكتور شوقي علام أنه ينبغي تبييت النية من الليل لمن أراد صيام الست من شوال، ولكن إذا نوى الصيام بعد الفجر ولم يكن قد تناول مفطرًا، فصيامه صحيح، تقليدًا لرأي الجمهور.
وأشار فضيلته إلى أن دار الإفتاء المصرية تأخذ بهذا الرأي، مما يُيسِّر على المسلمين ويزيل الحرج عنهم، خاصة في صيام التطوع.
