عاجل

كيفية تسوية الصفوف للمصلين على الكراسي.. مفتي الجمهورية يوضح

مفتي الجمهورية: أ.د
مفتي الجمهورية: أ.د نظير محمد عياد

كشفت دار الإفتاء المصرية، عبر فتوى صادرة عن الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، عن الأحكام الشرعية المتعلقة بكيفية تسوية الصفوف في صلاة الجماعة بالنسبة للمصلين الذين يصلون جلوسًا على الكراسي، خاصةً في حال وجودهم وسط الصفوف خلف الإمام، ومجاورتهم للمصلين القائمين.

الاعتبار الشرعي في التسوية بين الجالس والقائم يختلف حسب العذر

بحسب ما أوضحه المفتي، فإن المساواة في الصف تعتمد على نوع العذر الذي يُرَخَّص بسببه للمصلي في الجلوس على الكرسي أثناء الصلاة. وينقسم الأمر إلى حالتين رئيسيتين:

  • الحالة الأولى: إذا كان المصلي يستطيع القيام ولكنه يعجز عن الركوع أو السجود، فإن تسوية الصف تكون من خلال مؤخر القدم (العقب)، تمامًا كما هو الحال مع سائر المصلين القائمين.
  • الحالة الثانية: إذا كان المصلي يجلس على الكرسي لعذر يمنعه من القيام تمامًا (بما في ذلك القيام، والركوع، والسجود)، فإن التسوية تكون بمراعاة موضع المقعدة وليس القدم، باعتبار أن الاستقرار في هذه الحالة يكون على المقعد.

الاستحباب مشروط بعدم إلحاق الضرر بالآخرين

أكد مفتي الجمهورية أن هذا الاستحباب في المساواة بالصفوف مشروط بعدم إحداث ضرر أو تضييق على المصلين الآخرين، وهو ما قد يحدث إذا كان الكرسي كبير الحجم أو متأخرًا عن خط الصف بشكل يؤذي المصلي خلفه، خاصة في المساجد الضيقة أو ذات الصفوف المتقاربة.

في هذه الحالة، شددت دار الإفتاء على أن الأفضل للمصلي على الكرسي أن يصلي خلف الصفوف، أو في صف مستقل مخصص لأصحاب الكراسي، أو في أطراف الصفوف، بما لا يعيق الآخرين أو يؤثر على خشوعهم.

فضل الجماعة والصف الأول لا يفوت بالنقل أو التأخير

أضاف الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد أن من صلى في الخلف أو في صف مستقل لعذر معتبر، فإنه لا يفوته أجر الجماعة أو فضل الصف الأول ما دام قد نوى إدراكه وكان معذورًا، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» (رواه البخاري).

رحمة الإسلام تتجلى في تيسيره على أصحاب الأعذار

توضح هذه الفتوى الصادرة من دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية تراعي جميع الحالات الصحية للمصلين، وتحثّ على الالتزام بالنظام دون مشقة، في توازن دقيق بين تحقيق الخشوع في الصلاة الجماعية، ومراعاة الاحتياجات الخاصة لبعض المصلين.

لتحقيق أفضل تجربة روحانية في المساجد، ينبغي للمصلين وخصوصًا من يصلون جلوسًا أن يُراعوا المساحة والمكان المناسب لصلاتهم، بما يحقق روح الجماعة دون إزعاج أو أذى.

تم نسخ الرابط