هل يجوز المسح على الشراب أثناء الوضوء بالمنزل؟.. اعرف الرأي الشرعي

يتساءل الكثير من المسلمين عن جواز المسح على الشراب (الجوارب) أثناء الوضوء، خصوصًا في المنزل، ودون وجود عذر شرعي كالبرد الشديد أو المرض. ويُعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة شيوعًا، خاصة في فصل الشتاء، وفي أوقات انشغال الناس داخل منازلهم بأعمالهم اليومية، ما يدفع البعض إلى البحث عن الرخص الشرعية التي تيسر أداء العبادات دون مخالفة للأحكام الشرعية.
الفتوى الرسمية من الأزهر الشريف
في هذا الإطار، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن المسح على الشراب جائز شرعًا، سواء في المنزل أو خارجه، بشرط توفر عدد من الشروط التي اتفق عليها الفقهاء. وأكد المركز أن هذه الرخصة وردت في السنة النبوية، وقد فعلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأقرّها في أحاديث صحيحة.
ومن الشروط الأساسية لجواز المسح على الشراب:
• أن يكون الشراب طاهرًا وليس عليه نجاسة.
• أن يُلبس بعد الوضوء الكامل، أي بعد غسل القدمين.
• أن يكون الشراب ساترًا لمحل الفرض، أي يغطي الكعبين.
• أن يكون الشراب ثابتًا في القدم ولا يسقط بسهولة عند المشي.
كما بيّن الأزهر أن مدة المسح للمقيم هي يوم وليلة (24 ساعة)، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها، تبدأ من أول مسحة بعد الحدث وليس من وقت اللبس.
توضيح دار الإفتاء
من جانبها، أكدت دار الإفتاء أن المسح على الجورب من الأمور التي أجازها الإسلام تيسيرًا ورحمةً بالناس، مشيرة إلى أن وجود عذر ليس شرطًا في جواز المسح، بل الأصل هو تحقق الشروط الفقهية.
وأضافت الدار أن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة أقرّوا جواز المسح، استنادًا إلى أحاديث نبوية صحيحة، وأن هذا الحكم معمول به منذ عهد الصحابة.
وبناءً على ذلك المسح على الشراب أثناء الوضوء في المنزل جائز شرعًا دون الحاجة إلى عذر، ما دام الشراب طاهرًا، وساترًا، ومُلبسًا على طهارة، وفي حدود المدة الشرعية. ويُعد هذا من مظاهر اليسر والسماحة في الشريعة الإسلامية، التي تسعى إلى التخفيف عن المكلفين، دون إخلال بأصول العبادة.
الحكمة من المسح على الشراب
1. التيسير ورفع الحرج:
الشريعة الإسلامية قائمة على اليسر، والمسح على الشراب يُعد من الرُخص التي شرعها الله للتخفيف على الناس، خصوصًا في الأوقات التي يكون فيها خلع الشراب أو الحذاء فيه مشقة أو إحراج، مثل:
• أثناء السفر.
• في البرد الشديد.
• في أماكن العمل أو الدراسة.
• لكبار السن والمرضى.
2. مراعاة أحوال الناس وظروفهم:
مش كل الناس في نفس الحالة الصحية أو البيئية، فالشريعة راعت الفروق في القدرة والطبيعة والظروف. والمسح خيار متاح لكل مسلم، وليس فقط لأصحاب الأعذار.
3. إحياء لسُنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
المسح على الخفين أو الشراب ثابت في السنة الصحيحة، وفَعله النبي وصحابته، بل قال الإمام أحمد: “فيه أربعون حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم”. فالمسح يُعتبر من شعائر السنة النبوية.
4. التخفيف دون الإخلال بالطهارة:
الشريعة لم تُسقِط الطهارة، بل خفّفتها، فالمسح لا يعني ترك الوضوء بل هو بديل عن غسل القدمين فقط، إذا توفرت الشروط، مما يحفظ التوازن بين الطهارة والتيسير.
5. تأكيد مبدأ الرخصة في الإسلام:
يُعتبر المسح على الشراب نموذج تطبيقي لفكرة “الرخصة” في الفقه الإسلامي، والتي تُظهر أن الإسلام دين مرونة ورحمة، لا دين تعنت ومشقة