طبيب شرعي: عقوبة الإعدام هي الحل لردع المتحرشين بالأطفال وحماية المجتمع
قال الطبيب الشرعي عمرو جاب الله، في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": أنه قضى ما يقرب من 20 عاما في مجال الطب الشرعي، وما زال حتى اليوم غير قادر على منع دموعه أو إخفاء تأثره عند معاينته لأي طفل أو طفلة من ضحايا الاعتداء أو التحرش الجنسي، مشيرا إلى أن هذا النوع من القضايا يمثل له صدمة نفسية متجددة في كل مرة.
وأوضح الطبيب الشرعي أنه من أكثر المتشددين في التعامل مع مرتكبي هذه الجرائم، مؤكدا أنه لا يظهر أي تفهم لمبررات المرض النفسي في مثل هذه الحالات.
وشدد "جاب الله" على أن العقوبة لا تتناسب مع الجُرم الذى تم ارتكابه، مضيفا أن المريض النفسي له احترامه وحقه في العلاج والرعاية، لكن حين يتحول اضطرابه إلى شذوذ وجريمة بحق الأطفال، فلا عقاب له سوى القصاص العاجل، فاختفاؤه من المجتمع أصبح ضرورة مطلب عادل.
وأشار الطبيب إلى أن الاضطراب النفسي – وفقا لمعايير الطب النفسي الشرعي – لا يعفي من العقوبة إلا إذا كان الجاني غير مدرك لفعله وتحت تأثير مرض نفسي شديد أفقده القدرة على الحكم على الأمور، وهو ما ينطبق على اضطرابات شديدة مثل الفصام، مؤكدا أن هذا لا ينطبق مطلقًا على مرتكبي الاعتداء الجنسي على الأطفال، كما أوضح استشاري الطب النفسي د. سعيد الإمام.
أبرز نقاط الأطفال الضحايا
وحول معاناة الأطفال الضحايا، أشار الطبيب إلى أن المشكلة ليست في الجاني فقط، بل في حجم الألم الذي يعيشه الطفل، موضحا عدة نقاط، أبرزها:
أولا: الطفل أو الطفلة بيبقى غير مدرك اللي حصل و مش عارف حتى هو بيروح من شرطة لنيابة لطب شرعي ليه.
ثانيا: الطفل ممكن يفهم إن حد يعاقبه جسديا لو غلط و بيفهم ده من تعبيرات وجه الأب أو الأم....إنما هو فعلا مش عارف الايذاء الجسدي الناتج من الاعتداء الجنسي كان ليه و تعبيرات الجاني معناها ايه....الأمر كله أصلا فوق مستوى إدراكه
ثالثا: إجراءات فحص الطفل لإثبات الاعتداء الجنسي و أخذ العينات...هي عملية في حد ذاتها غير مريحة و بتتسبب للطفل في استرجاع ذكريات الاعتداء....و اتذكر طفلة قعدت تعيط لما جيت أكشف عليها و حاولت أهديها كتير، و بعد ما خلصت لقيتها بتقولي (إنت عمو طيب ....مش زي عمو التاني) ....تقصد الجاني
رابعا: الترويع النفسي و الجسدي اللي تعرض له الطفل ساعة الجريمة بيبقى بشع....تخيل طفل مش عارف يصرخ و لا يتنفس و تحت تهديد و جسمه يؤلمه.....الأطفال دي فعلا بتبقى محتاجة معاملة خاصة و تأهيل نفسي بعد الجريمة لفترة طويلة و بعضهم بينسحب تماما من المجتمع و بتطارده كوابيس لفترة طويلة
خامسا : أسرة الطفل بتبقى في كرب شديد....خايفين على الصحة النفسية و الجسمانية لطفلهم و دايما تسمع أسئلة زي ( هو مش هيجيله ايدز يا دكتور...هو مش هيبقى كده (متحرش أو شاذ) لما يكبر؟) و أسئلة تانية كتير...غير أن بعض الأسر بتضطر تغير محل إقامتها علشان يهربوا من نظرات المعارف و الجيران و أي تلميحات بخصوص الموضوع
وأكد الطبيب أن الجناة، لو لم يُكشف أمرهم، قد يلحقون بالأطفال أذى جسديًا بالغًا يصل إلى إصابات دائمة وعاهات لا يمكن علاجها.
وفي ختام حديثه، وجه الطبيب نداء واستغاثة إلى أصحاب سلطة التشريع والعقاب، مؤكدا أن تغليظ العقوبة هو الحل الوحيد، وأن السجن «ليس عقوبة عادلة»، لأن الجاني يخرج ليكرر فعلته ويعيش حياته، في حين تبقى نفسية الطفل وأسرة الطفل مدمرة.
وأشار إلى أن الإعدام هو العقوبة الرادعة القادرة على حماية المجتمع، مطالبا المشرعين باتخاذ موقف حاسم: «احموا أطفالكم… كلهم ضحايا محتملون طالما كانت العقوبات غير رادعة».
