معلمات يحذرن من سلوكيات مقلقة بين الطلاب بسبب الإنترنت المفتوح وغياب الرقابة

أثارت واقعة التعدي داخل إحدى المدارس موجة واسعة من الغضب، لكنها فتحت في الوقت نفسه باب الحديث عن خطورة تعرض الطلاب لمحتويات غير مناسبة على هواتفهم المحمولة، خاصة في المراحل العمرية الصغيرة.

ومع تصاعد النقاش، خرجت إحدى المعلّمات بمدرسة في التجمع لتحذر من سلوكيات مقلقة باتت تنتشر بين الطلاب بسبب الإنترنت المفتوح وغياب الرقابة الأسرية.

وقالت المعلّمة في رسالتها التي أثارت تفاعلًا كبيرًا إن ما شاهدته داخل الفصول وفي طرقات المدرسة خلال الفترة الأخيرة يستدعي الانتباه، مؤكدة أن “النت بلا حدود، وما يتعرض له الأطفال على الهواتف أخطر من أي شيء آخر”.

وأوضحت أنها تلاحظ يوميًا تصرفات غريبة من الطلاب في مختلف المراحل، إلى جانب ألفاظ لا تتناسب مع أعمارهم، ما يشير—بحسب قولها—إلى تعرضهم لمحتويات غير مناسبة.

وأشارت إلى أن بعض السلوكيات أصبحت مقلقة، إذ لاحظت اقتراب الطلاب من بعضهم بشكل غير لائق كنوع من المزاح، بل إن بعضهم يبرر الأمر بعبارات مثل “ريحته حلوة يا مِس” أو “أصله عسول”، مؤكدة أن هذا النوع من المزاح لم يكن موجودًا داخل المدارس بهذا الشكل قبل انتشار الهواتف الذكية بهذه الدرجة.

وأضافت المعلّمة أن الأمر لا يتوقف عند التصرفات فقط، بل يمتد إلى طريقة فهم الطلاب للكلمات العادية داخل الشرح؛ فبمجرد ذكر كلمة يمكن تفسيرها بمدلول آخر، تجد بعض الطلاب يضحكون أو يكررونها بشكل يوحي بأنهم على دراية بمحتويات أكبر من سنهم.

وحذرت من أن البنات أيضًا يتأثرن، لكنهن يبدين خجلًا أكبر، مشيرة إلى أن كثيرًا من السلوكيات يتم إخفاؤها عن المعلمين، وهو ما يجعل المشكلة أخطر لأن ما يُرى هو جزء صغير مما يحدث بالفعل.

وطالبت المعلّمة أولياء الأمور بدور واضح في حماية أبنائهم، موضحة أن “الوقت الضائع على الهواتف هو اللي بيعمل كده… الفراغ وحب الاستطلاع هما مفتاح المشكلة”.

ودعت الأسر إلى سحب الهواتف من الطلاب ولو لمدة نصف اليوم، مع توفير بدائل تعليمية مطبوعة بدل الاعتماد على التعليم عبر الإنترنت طوال الوقت.

واختتمت رسالتها بدعاء أن يحفظ الله الأبناء من فتن هذا العصر، مؤكدة أن “الحرب الحقيقية النهارده بقت على عقول ولادنا”، وأن دور المدرسة وحده لا يكفي دون تعاون كامل من الأسرة ورقابة يومية على ما يشاهده الأطفال