عاجل

خبراء: ترامب يشعل حرب الرسوم مجددًا وفرص واعدة لمصر في قطاع الملابس | خاص

 ترامب
ترامب

تشهد الساحة الاقتصادية العالمية في عام 2025 تطورات هامة بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، حيث طرح خطة جديدة تستهدف فرض رسوم جمركية إضافية على واردات من دول مثل الصين والمكسيك وأوروبا، هذه الرسوم التي تتراوح بين 10% و60% أثارت قلق الأسواق العالمية، وبينما يترقب المستثمرون آثار هذه الإجراءات على الاقتصاد العالمي، يشير الخبراء إلى تبعاتها المحتملة على قطاعات مختلفة، بما في ذلك الاقتصاد المصري وقناة السويس.
 

وفي هذا التقرير، يستعرض  "نيووز رووم" الآثار المحتملة لهذه السياسات والفرص الاقتصادية التي قد تنشأ جراءها:

قال الدكتور علي عبد الرؤوف، الخبير الاقتصادي إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد عودته إلى الساحة السياسية في عام 2025، طرح سياسة الرسوم الجمركية كجزء من رؤيته الاقتصادية "أمريكا أولًا"، معلنًا عن خطط لفرض الرسوم الجمركية الإضافية على واردات من الصين والمكسيك وأوروبا بنسب تتراوح بين 10% و60%.
رسوم جمركية بنسب غير مسبوقة تثير قلق الأسواق
 

وأوضح " عبد الرؤوف" في تصريحات خاصة لـ"نيووز رووم"، أن قرار فرض الرسوم الجمركية الإضافية أثار حالة من القلق في الأسواق العالمية، وأعاد إلى الأذهان أجواء الحرب التجارية التي شهدها العالم خلال ولايته الأولى، وتحديدًا في عام 2018.

ردود فعل محتملة من الصين وأوروبا تشعل المخاوف

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن النظرة التشاؤمية التي تسيطر على المستثمرين لها عدة أسباب، من أبرزها:

- تصاعد التوترات التجارية ومخاوف من ردود انتقامية من الصين والاتحاد الأوروبي، ما قد يؤدي إلى عودة أجواء الحروب التجارية ويؤثر سلبًا على حركة التبادل التجاري العالمي.

- ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب الرسوم الجمركية  الجديدة، ما يؤدي إلى زيادة أسعار المواد الخام والسلع الوسيطة، وبالتالي الضغط على هوامش أرباح الشركات.

- تباطؤ النمو العالمي، إذ خفض البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في عام 2025 من 2.6% إلى 2.2% عقب إعلان الرسوم الجمركية .

- تراجع الثقة في الأسواق، حيث فقد مؤشر "داو جونز" أكثر من 800 نقطة خلال أسبوع من الإعلان، في إشارة إلى حجم مخاوف المستثمرين.

ومن جانبه، قال هاني توفيق الخبير الاقتصادي، إن الإجراءات الجمركية التي أطلقها الرئيس الأمريكي ضمن خطة ترامب 2025 قد تُحدث تأثيرًا مباشرًا على الاقتصاد المصري، موضحًا أن قناة السويس ستكون المتضرر الأكبر في ظل التباطؤ المحتمل لحركة التجارة العالمية.

 يعصف بالأسواق... والبداية من وول ستريت

وأوضح" توفيق"، عبر منشور على صفحته بموقع فيسبوك، أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بالأمس على معظم دول العالم، ضمن استراتيجية ترامب 2025، ستؤدي إلى اهتزازات قوية في الأسواق، وقد تكون البورصة الأمريكية أولى الضحايا.

قناة السويس تواجه خطر التباطؤ التجاري بسبب قرارات "ترامب 2025"

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن التأثير الأكبر على مصر من خطة ترامب 2025 سيكون عبر قناة السويس، نتيجة التباطؤ المتوقع في سلاسل التوريد والتجارة العالمية، بسبب القيود الجمركية الجديدة، ما قد يؤثر على عدد السفن العابرة والعائدات الدولارية للقناة.

تضخم وبطالة وركود... نتائج محتملة لسياسات "ترامب 2025"

وتابع توفيق بأن تطبيق الزيادات الجمركية في إطار خطة ترامب 2025 من شأنه أن يؤدي إلى موجة تضخمية، نتيجة ارتفاع تكلفة السلع المستوردة، بالتزامن مع تقلص معدلات الاستيراد والتصدير، الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة.

ومن جهتها، قال الدكتور خالد رفعت صالح، مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاقتصادية إن رسوم ترامب الجمركية تشكل فرصة اقتصادية ضخمة لمصر إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح مشيراً إلي أن حجم واردات الولايات المتحدة من الملابس من دول مثل فيتنام يبلغ 84 مليار دولار، ومن بنجلاديش 34 مليار دولار، ومن الصين 67 مليار دولار، مما يعني أن السوق الأمريكي مفتوح أمام البدائل القوية.

حجم صادرات الملابس المصرية ومزايا الرسوم الجمركية

وأشار "صالح" عبر منشور له عبر صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى أن صادرات مصر من الملابس لا تتجاوز 2.5 مليار دولار، منها 1.5 مليار دولار موجهة للسوق الأمريكي عبر اتفاقية الكويز، ومع فرض رسوم ترامب الجمركية التي تتراوح بين 30% و90% على أغلب الدول، فإن مصر تتمتع بميزة تنافسية، حيث تخضع لصنف الجمارك الأقل عالميًا بنسبة 10% فقط.

لماذا لا تستطيع أمريكا تصنيع الملابس محليًا؟

أكد مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاقتصادية أن الهدف من رسوم ترامب الجمركية هو دعم الصناعة الأمريكية، وهو أمر قد ينجح في القطاعات التكنولوجية مثل السيارات والإلكترونيات، لكنه مستحيل في قطاع الملابس ويرجع ذلك إلى ارتفاع الحد الأدنى للأجور في أمريكا إلى 15 دولارًا في الساعة، فضلًا عن القوانين الصارمة التي تحمي العمال وتزيد التكلفة، مما يجعل الاعتماد على الاستيراد أمرًا لا مفر منه.

تجارب دول أخرى في استغلال الفرص الاقتصادية

واستشهد صالح ، بتجربة نيكاراجوا عام 1992، حينما فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة على واردات الملابس من الصين وتايوان وكوريا، مما دفع نيكاراجوا لإنشاء 52 منطقة صناعية متخصصة في صناعة الملابس، وقدمت الحكومة هناك أراضي مجانية وإعفاءات ضريبية، مع اشتراط تشغيل 500 عامل لكل مصنع، ونتيجة لذلك، جذبت البلاد رؤوس الأموال الأمريكية والآسيوية، مما أسفر عن 226 مصنعًا وظّفوا 100 ألف عامل في حينه، وحاليًا وصل العدد إلى 260 ألف عامل، مع صادرات سنوية بقيمة 21 مليار دولار، أي ثلاثة أضعاف دخل قناة السويس.

 

اقرأ أيضاً:

هل تمنح رسوم ترامب الجمركية فرصة اقتصادية لمصر؟.. مدير مركز طيبة يوضح

خبير اقتصادي يكشف لـ"نيوز رووم": تأثير فرض ترامب للرسوم الجمركية على مصر
خبير اقتصادي: الضبابية في الأسواق الخليجية تزداد بعد قرارات ترامب

تم نسخ الرابط