لمجتمع أفضل..لقاء الجمعة بأوقاف طلخا لغرس القيم الأصيلة في النشء

أقامت إدارة أوقاف طلخا لقاء الجمعة للأطفال بمسجد المدينة المنورة ميت الكرماء بهدف إلى تحصين النشء من الأفكار الهدامة وغرس القيم الدينية والأخلاقية والوطنية في نفوس الأطفال، وتعزيز انتمائهم للوطن، وتنمية وعيهم بشكل وسطي ومستقيم عقد اللقاء بتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف ومتابعة الدكتور محمد عوض حسانين وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية.
لقاء الجمعة بأوقاف طلخا تلقي الضوء على أهمية غرس القيم الأصيلة في النشء
أكد اللقاء أن لإنسان ليس صفحة بيضاء، كما أنه ليس صفحة سوداء مليئة بالآثام، كما هو معروف في النظرية المسيحية، ولكنه مفطور على دين الإسلام وقيمه، وحين نزل إلى الأرض واختلط بالبيئة، اقترب أو ابتعد من هذه القيم بحسب المؤثرات، فحدد الله تعالى في كتابه وسنة نبيه وسائلَ وطرقًا لاكتساب الصفاء من الأدران، والقرب من القيم الربانية الأصيلة في فطرة الإنسان.
غرس القيم مفهوم أصيل في القرآن
وأكد المشاركون في لقاء الجمعة أن القرآن الكريم يحرص على غرس القيم الأصيلة، قيم الخير والفضيلة في الفرد والمجتمع بشكل عام، وهذا عنصر مهم في قبول دعوة الإسلام، وانتشارها الواسع والعظيم، كما نستخلص أن مفهوم غرس القيم مفهوم أصيل في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهي مهمة الأنبياء والرسل، والعلماء والدعاة والمربين, وأن القيم تسهم في إنتاج أفراد يتسمون بالسلوكيات والصفات الجيدة، وتهيئ لهم اختيارات معينة تحدد السلوك الصادر عنهم، وبمعنى آخر شكل الاستجابات، فالقيم المبنية على الإيمان سبب لتوفيق الإنسان إلى تصرفات سوية؛ ومن ثَمَّ تلعب القيم دورًا هامًّا في تكوين الشخصية الفردية ورسم أهم معالمها وفق معيار صحيح، وأوضح مثال على ذلك موقف بلال بن رباح؛ فعن عمير بن إسحاق قال: "كان بلال إذا اشتد عليه العذاب قال: أحد أحد، فيقولون له: قل كما نقول، فيقول: إن لساني لا ينطلق به ولا يحسنه".
وأوضح لقاء الجمعة أن القيم تعمل على إصلاح الفرد نفسيًّا وخلقيًّا، وضبط دوافعه وشهواته ومطامعه؛ كيلا تتغلب على عمله، وتوجهه نحو الخير والإحسان والواجب؛ ولهذا تراجع أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قراره قطع النفقة عن مسطح، بعد أن خاض مسطح في حديث الإفك الذي مسَّ عائشة رضي الله عنها؛ وذلك بعد نزول قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَننْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: 22].
كما أن القيم تدفع الفرد إلى العمل وتوجه نشاطه، وتعمل على حفظ نشاطات الأفراد، وبقائها موحدة ومتناسقة، وصيانتها من التناقض والاضطراب؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن يغرسها فليفعل).
وهكذا فالقيم تثير في نفوس الآخرين الإعجاب والمحبة التي تتـهيج معها دوافع الاتباع والتنافس المحمود، فيتولد لديهم حوافز قوية لأن يتمثلوا أخلاقها السامية، وقيمها الراقية، القيم تعطي للفرد إمكانية أداء ما هو مطلوب منه، وتمنحه القدرة على التكيف والتوافق الإيجابيين، وتحقق الرضا عن النفس للتجاوب مع الجماعة في مبادئها وعقائدها.
كما أن للقيم دورًا هامًّا في حياة الأفراد، فلها أيضًا دور أهم في حياة الأمم والشعوب، ولاشك أن المجتمع الإنساني مجتمع تحكمه معايير في تعاملـــــه وعلاقاته مع الآخرين، بحيث تشكل هذه المعايير مجموعة من القيم الناظمة للأقوال والأفعال، والمواقف والقرارات.