ممرات الموت الصامت.. المزلقانات العشوائية تهدد أرواح أهالي المنيا على قضبان السكك الحديدية (صور)

تتناثر ممرات الموت الصامتة، على امتداد خطوط السكك الحديدية التي تخترق محافظة المنيا، تلك هي المزلقانات العشوائية اختصاراً للطرق ، لكنها تحولت إلى فخاخ قاتلة تتربص بأرواح العابرين، وتستنزف أرواحاً بريئة في غفلة أو تسرع، لتطرح تساؤلات ملحة حول مسؤولية الجهات المعنية وضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه البؤر الخطرة.

في محافظة المنيا، ورغم الجهود المبذولة لتنظيم عبور السكك الحديدية من خلال المزلقانات الرسمية والمجهزة، يظل شبح المزلقانات العشوائية يطل برأسه في العديد من المناطق، خاصة في القرى الواقعة على جانبي خطوط السكة الحديد، هذه المعابر غير القانونية، التي يتم إنشاؤها بشكل ارتجالي من قبل الأهالي لعبور المشاة أو الدراجات النارية أو حتى المركبات الزراعية، تفتقر إلى أبسط معايير السلامة، وتتحول في لحظة إلى مسرح لحوادث مروعة تودي بحياة الأبرياء.
وتنتشر هذه المزلقانات العشوائية بشكل خاص في المناطق التي تفصل فيها السكة الحديد بين الأراضي الزراعية والمنازل، أو بين التجمعات السكنية والأسواق أو الخدمات الأساسية، يلجأ إليها الأهالي غالباً لتوفير الوقت والجهد، متجاهلين المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها، خاصة مع السرعة الهائلة التي تسير بها القطارات على هذه الخطوط.

وقد شهدت محافظة المنيا على مدار السنوات الماضية العديد من الحوادث المأساوية التي وقعت عند هذه المزلقانات العشوائية، وأزهقت أرواحاً وتركت وراءها عائلات مفجوعة، ففي كل مرة يقع فيها حادث، تتجدد المطالبات بضرورة التحرك العاجل لإغلاق هذه المعابر غير الآمنة وإيجاد بدائل آمنة للأهالي.
ويرى خبراء في مجال النقل والسلامة المرورية أن تفاقم مشكلة المزلقانات العشوائية يعود إلى عدة عوامل، من بينها التوسع العمراني العشوائي بالقرب من خطوط السكة الحديد، وعدم كفاية عدد المزلقانات الرسمية في بعض المناطق، بالإضافة إلى عدم الوعي الكافي لدى بعض المواطنين بمخاطر العبور غير الآمن.

وتتطلب معالجة هذه المشكلة تضافر جهود العديد من الجهات المعنية، بدءاً من هيئة السكك الحديدية التي يجب أن تكثف جهودها في تأمين خطوط السكة الحديد وإغلاق أي فتحات غير مصرح بها، مروراً بالمحافظة والوحدات المحلية التي يجب أن تعمل على توفير طرق بديلة آمنة للمواطنين، وصولاً إلى مديرية الأمن التي يجب أن تقوم بتطبيق القانون بحزم على المخالفين الذين يقومون بإنشاء هذه المزلقانات العشوائية أو يستخدمونها بشكل غير آمن.
كما أن للتوعية المجتمعية دوراً لا يقل أهمية في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة، حيث يجب توعية الأهالي بمخاطر العبور غير الآمن من المزلقانات العشوائية وحثهم على استخدام المزلقانات الرسمية والالتزام بتعليمات السلامة.

مشكلة المزلقانات العشوائية في محافظة المنيا ليست مجرد أرقام في سجلات الحوادث، بل هي قصص إنسانية مؤلمة وخسائر فادحة يمكن تجنبها، إن التحرك الجاد والسريع لإيجاد حلول جذرية لهذه "الممرات الموت" بات ضرورة ملحة للحفاظ على أرواح أهالي المنيا وضمان سلامتهم على الطرق وخطوط السكك الحديدية.