«النيل هيوصل الشيخ زايد و6 أكتوبر».. مشروع الدلتا الجديدة خطوة عملاقة نحو الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في مصر

شرعت الحكومة المصرية، في تنفيذ مشروع "الدلتا الجديدة"، الذي يُعَدّ واحدًا من أضخم المشروعات الزراعية في المنطقة، بهدف استصلاح 2.2 مليون فدان في الصحراء الغربية، ما يعزز المساحة الزراعية بنسبة 23%، ويسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة في المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة.
إمدادات المياه
نظرًا لطبيعة الموقع الصحراوي، تتطلب خطة المشروع توفير مصادر مياه مستدامة، وتعتمد الدولة في ذلك على مياه نهر النيل، والمياه الجوفية، بالإضافة إلى الاستفادة من مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها في محطات متطورة، وتشمل هذه الجهود إنشاء واحدة من أكبر محطات المعالجة في العالم بطاقة إنتاجية تصل إلى 7.5 مليون متر مكعب يوميًا، وذلك وفقا لبيانات وزارتي الري والزراعة.
تحالف بين شركات التطوير العقاري لإنشاء كمباوندات على ضفاف المشروع
كما يشمل المشروع إنشاء نهر صناعي عملاق يمتد من نهر النيل، يمر بمناطق حيوية مثل مدينة 6 أكتوبر، والشيخ زايد، ومطار سفنكس، وستمر بكمباوند جريان الذي تقوم بتنفيذه شركات “ماونتن فيو وبالم هيلز نيشن اوف سكاي” بعد تحالف بين الشركات الـ3 لإنشاء الكمباوند في موقع استراتيجي على النيل إلى جوار مطار سفنكس والمتحف المصري الكبير ويعتمد هذا النهر على نظام نقل مزدوج يضم جزءًا مكشوفًا، وجزءًا آخر داخل مواسير تحت الأرض، مما يعزز البنية التحتية ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية العمرانية والزراعية.

تأثير المشروع على التنمية العمرانية والاقتصاد
تؤكد الدراسات العلمية أن الصحراء الغربية تحتوي على مساحات واسعة صالحة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية، مما يجعل مشروع الدلتا الجديدة فرصة حقيقية لتحقيق التوسع الزراعي وزيادة الإنتاج.
في هذا الصدد أوضح النائب هاني العسال، رئيس لجنة الإسكان بمجلس الشيوخ، أن المشروع يسهم في خلق مجتمعات عمرانية جديدة وتخفيف الضغط السكاني عن القاهرة، من خلال إنشاء مدن حديثة متكاملة الخدمات حول المسارات المائية الجديدة، وعلى الصعيد الاقتصادي، من المتوقع أن يوفر المشروع آلاف فرص العمل في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات اللوجستية، مما يعزز النمو الاقتصادي ويدعم خطط الدولة لزيادة الصادرات الزراعية وتحقيق التنمية المستدامة.
خطة متكاملة لتنفيذ الدلتا الجديدة
أكدت مصادر مسئولة بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن الوزارة تشارك بالمشروع ضمن خطة الحكومة المتكاملة لتنفيذه، إذ يُعد من أهم المشروعات القومية التي تهدف إلى تحسين الإنتاج الزراعي المحلي، وتقليل الفجوة الغذائية، ودعم الاقتصاد الوطني، كما أشار مسئولون إلى أن المشروع يُمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن الغذائي، خاصة في ظل التحديات التي تواجه العالم بسبب تغيرات المناخ والأزمات الاقتصادية العالمية.
المشروع يبعث الروح في المناطق الصحراوية
وأكد حسام عبد الغني، المطور العقاري، أن المشروع يبعث الروح في مناطق كانت صحراوية، خاصة المرحلة المكشوفة من النهر التي ستعطي الفرصة لإنشاء مجتمعات عمرانية فاخرة على ضفافه، تمثل نقلة نوعية في إنشاء المدن الجديدة مطلة على المساحات الخضراء والمياه مما يعطيها طابعا مميزا.