آلاء فوزي: «جيل زد» لا يسأل والديه ومعتمد على جوجل
قالت الدكتورة آلاء فوزي، المدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن مصطلح "جيل زد" بات من أكثر المصطلحات تداولًا في السنوات الأخيرة، ويقصد به مواليد الفترة ما بين منتصف التسعينيات وحتى عام 2010 تقريبًا، أي الجيل الذي نشأ في قلب الثورة الرقمية، وارتبطت طفولته وشبابه ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة.
فجوة رقمية بين الأجيال
وأشارت خلال لقائها عبر قناة الناس، إلى أن هذا الجيل يعرف بأنه جيل رقمي بامتياز، يتميز بقدر كبير من الإبداع والاستقلالية، إذ بدأ أفراده الاعتماد على أنفسهم مبكرًا، خاصة في الوصول إلى المعلومة، واتخاذ القرار، والتعبير عن الرأي.
وأضافت:"رغم أن الأجيال السابقة من الآباء والأمهات تمتلك اليوم قدرًا جيدًا من المعرفة التقنية، فإن الفجوة بينهم وبين أبناء "جيل زد" ما تزال تتسع، والسبب يعود إلى اختلاف مصادر المعرفة، فبينما كان الجيل القديم يعتمد على الأسرة والمدرسة والمجتمع كمصادر للمعلومة، أصبح الجيل الجديد يعتمد على الإنترنت ومحركات البحث، وفي مقدمتها "جوجل" ثم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة مثل "شات جي بي تي".
وأوضحت أن أبناء هذا الجيل كان يطلق عليهم لقب "جيل جوجل"، لأنهم ببساطة لا يسألون آباءهم أو معلميهم عند مواجهة سؤال أو مشكلة، بل يلجؤون مباشرة إلى الإنترنت بحثًا عن الإجابة، وهو ما جعلهم أكثر اطلاعًا من الكبار في بعض المجالات، لكنه في الوقت نفسه خلق فجوة معرفية وثقافية واضحة بين الطرفين.
هل التكنولوجيا هي المتهم؟
ونوهت إلى أن التقدم التكنولوجي ليس المسؤول الوحيد عن اتساع هذه الفجوة، فطريقة تعامل الأسر مع التكنولوجيا ساهمت أيضًا في تعميقها،مضيفًة:" كثير من الأمهات يتركن أطفالهن أمام الشاشات منذ الصغر، ما جعل الأجهزة الذكية جزءًا أساسيًا من حياة الطفل قبل حتى أن يتعلم التواصل الاجتماعي الحقيقي.
وأوضحت أن المشكلة ليست في التكنولوجيا ذاتها، بل في غياب الثقافة الرقمية لدى المجتمعات فبينما طورت الدول المتقدمة التكنولوجيا، حرصت في الوقت نفسه على تعليم كيفية التعامل معها من خلال برامج توعية في المدارس للأبناء، ودورات موجهة للآباء والمعلمين، وهو ما ساعد على خلق توازن بين الاستخدام والفهم.
الحل: ثقافة الاستخدام لا المنع
ويخلص المختصون إلى أن الحل لا يكمن في منع التكنولوجيا أو مقاومتها، بل في تعلم كيفية استخدامها بشكل واعٍ ومسؤول، بحيث تتحول من أداة تباعد بين الأجيال إلى وسيلة تواصل وتفاهم تساعد على بناء جيل قادر على استثمار العالم الرقمي دون أن يفقد صلته بالواقع والإنسانية.



