عاجل

احتجاجات مفاجئة في المغرب يقودها الجيل الرقمي.. من هو "جيل زد 212"؟

جيل زد
جيل زد

فاجأت حركة "جيل زد 212" الشبابية المشهد المغربي أواخر سبتمبر 2025، حين خرج آلاف المراهقين والشباب إلى شوارع الرباط ومدن أخرى، استجابة لدعوات انطلقت من تطبيقات مثل "ديسكورد"، و"تيك توك"، و"إنستجرام"، دون رعاية حزبية أو قيادة سياسية معروفة.

ورغم الغموض الذي يحيط بهوية مؤسسيها، فقد عرفت الحركة نفسها منذ اللحظة الأولى بأنها مبادرة مستقلة، سلمية، محبة للوطن والملك، رافضة للعنف، ورافضة في الوقت ذاته لتدهور التعليم والصحة والبطالة وتفاقم الفوارق الاجتماعية.

حراك بلا قيود.. من الشاشة إلى الشارع

انطلقت الدعوة للتظاهر يومي 27 و28 سبتمبر من منصات شبابية رقمية تحت إسم #جيل_زد_212، وسرعان ما انتشرت بين الفئات العمرية ما بين 13 و28 عامًا، لتتحول إلى حركة احتجاجية غير مسبوقة يقودها جيل يعتقد أنه "بعيد عن السياسة ومشغول بالتفاهة"، كما تقول بعض الآراء التقليدية.

<strong>جيل زد</strong>
جيل زد

لكن الواقع جاء مغايرًا، إذ أظهر هذا الجيل وعيًا سياسيًا واجتماعيًا واضحًا، ومطالب دقيقة في مجالات مثل إصلاح التعليم العمومي، والنهوض بالقطاع الصحي، وخلق فرص العمل، ومكافحة الفساد المالي والإداري.

جيل يشكل أكثر من ربع سكان المغرب

وفق بيانات رسمية صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، فإن جيل Z يشكل ما يزيد عن 26% من سكان المغرب، أي ما يقارب 9.6 ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 13 و28 عامًا، وهذه الفئة التي ولدت بين عامي 1997 و2012، تواجه تحديات اقتصادية صارخة، أبرزها البطالة والهشاشة الاجتماعية.

معدلات البطالة تقفز إلى أرقام مقلقة:

  • 35.8% لدى الفئة بين 15 و24 سنة
  • 21.9% لدى الشباب بين 25 و34 سنة

بالإضافة إلى ذلك مؤشرات عن 1.5 مليون شاب مغربي لا يعملون ولا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين مهني.

"مغرب بسرعتين".. شعار الغضب

في صلب شعارات الحركة، يتكرر تعبير "مغرب يسير بسرعتين"، عبارة مقتبسة من خطاب سابق للملك محمد السادس، استخدمها المحتجون لتسليط الضوء على الفجوة بين الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية الرياضية استعدادًا لكأس أفريقيا وكأس العالم، مقابل تراجع الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم.

<strong>جيل زد</strong>
جيل زد

ورغم الطابع السلمي للحراك، تم توقيف عدد من الشباب، لكن اللافت أن الاحتجاجات لم تشهد عنفًا ممنهجًا، بل حافظت في معظمها على سلمية لافتة أكدها المحتجون في تصريحاتهم وشعاراتهم: "ماشي خارجين نخربو، خرجنا نطلبو كرامتنا".

جيل رقمي يفرض إيقاعه

ما يميز "جيل زد 212" ليس فقط فئته العمرية، بل أدواته وهي الهاتف الذكي، الإنترنت، والميمات الساخرة وهو جيل يصوغ احتجاجه بلغة يفهمها جيدًا المحتوى الرقمي، الصور الذكية، والفيديوهات القصيرة.

تم نسخ الرابط