عاجل

كيف يغير جيل" زد" قواعد اللعبة في عالم البراندات ؟

جيل زد
جيل "زد"

في عصر التكنولوجيا الرقمية، يبرز “جيل زد” (المولودون بين منتصف التسعينيات وأوائل الألفية) كقوة استهلاكية واجتماعية مؤثرة”بخلاف الأجيال السابقة، يتمتع هذا الجيل بعلاقة فريدة مع البراندات، حيث يضع الثقة، القيمة، والشفافية فوق الشهرة التقليدية،

 

كشف الدكتورة نيفين أبو زيد، الخبيرة في علم النفس التربوي، عن أبرز سمات جيل زد وكيفية تفاعلهم مع العلامات التجارية في ظل التحول الرقمي،موضحه  أن جيل زد هو أول جيل رقمي بالكامل، نشأ مع الإنترنت والتكنولوجيا، مما جعلهبراغماتيًا وعمليًا، يهتم بالنتائج الملموسة والاستفادة المباشرة ، و واقعيًا ومرنًا يتكيف بسرعة مع المتغيرات، ويعتمد على المراجعات والتقييمات قبل الشراء، مضيفا انه  مستقل التفكير يتعلم ذاتيًا عبر التجربة والخطأ، ويُفضّل المحتوى الأصيل على الإعلانات المباشرة. 

 

أضافت: خلال مداخلة هاتفية لقناة “ القاهرة الاخبارية ” : هذا الجيل لا يهتم بالاسم التجاري بقدر ما يهتم بالقيمة التي يحصل عليها. هم يبحثون عن الاستدامة والصدق"،بفضل تعرضهم المبكر للمعلومات، أصبح جيل زد خبيرًا في كشف التضليل الإعلاني، يقولون نثق بتجارب المستخدمين أكثر من الشعارات،و  يعتمدون على "الريفيوز" والتفاعل المباشر مع المستهلكين السابقين عبر منصات مثل "ريديت" أو مجموعات الفيسبوك. 

و أكدت أن هذا الجيل يلاحظ الممارسات الأخلاقية للبراندات، مثل، الشفافية في الأسعار (خاصة بعد فضائص مثل كشف تكاليف الإنتاج الحقيقية لبعض الماركات الفاخرة)، والتأثير البيئي والاجتماعي للمنتج. 

 وأشارت انه يفضلون التسوق الرقمي أي الشراء عبر الإنترنت لتوفير الوقت والجهد ، مضيفه أن الكثيرون منهم يُنشئون برانداتهم الشخصية عبر 

"تيك توك" أو "إنستغرام"، مما يزيد من تحكمهم في السوق. 

 

تحديات تواجه البراندات التقليدية 

و توضح الدكتورة نيفين أن العلامات التجارية العالمية تواجه ضغوطًا للتكيف مع توقعات جيل زد،كإعادة هيكلة الحملات التسويقية عبر تقديم محتوى تفاعلي غير تقليدي (مثل التعاون مع المؤثرين الصغار)، و  تحسين التجربة الرقمية لتوفير خيارات دفع سريعة، شحن مرن، وخدمة عملاء فورية، الاستجابة للنقد،مشيره الي  أي خطأ (مثل فضائح الجودة أو الأسعار) يُحاسب عليه البراند بسرعة عبر "السوشيال ميديا". 

وتابعت : الحرب التجارية بين الصين وأمريكا كشفت لجيل زد أن بعض البراندات كانت تخدعهم، هذا جعلهم أكثر تشككًا وحذرًا"

 

هل نشهد نهاية هيمنة البراندات الكبرى؟ 

تشير الدكتورة إلى أن جيل زد لا يرفض العلامات التجارية الكبرى تمامًا، لكنه يفرض شروطًا جديدة: 

الابتكار المستمر: منتجات تلبي احتياجات محددة (مثل التخصيص أو التوفير المالي). 

الشركات الناشئة: تزداد فرص المنافسة إذا قدمت شفافية وقيمة مضافة. 

دور المؤثرين: أصبحوا وسطاء الثقة بين البراندات والمستهلكين. 

 

اختتمت الدكتورة نيفين أبو زيد ، حديثها أن جيل زد ليس مجرد مستهلك، بل شريك فعّال في تشكيل مستقبل الأسواق، براغماتيته ووعيه التكنولوجي يجبران البراندات على التحول من الترويج إلى الحوار، ومن الهيمنة إلى الشراكة، مضيفه ،انهم جيل يعرف قوته، ولن يقبل بأقل من القيمة الحقيقية".

تم نسخ الرابط