جيل زد يصطدم بخطر الحرب.. واستشاري نفسي: تعطينا درس بأهمية الوطن والأمن

شهدت الأيام الماضية حالة من الخوف والقلق بين جيل زد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خوفًا من اندلاع حرب عالمية ثالثة بعد صراع إيران وإسرائيل الذي اشتعل بشكل مفاجئ، بجانب استمرار الحرب الإسرائيلية ضد فلسطين منذ أكتوبر 2023.
كيف تابع جيل زد الحرب؟
ولم يعتد جيل زد على رؤية مشاهد الدم والصراع، ولم يختبر ثقافة الحرب، حيث كانت أكبر أزماته خلال جائحة كورونا والتي تسببت في انعزال العالم لفترة قبل أن تعود الحياة مرة أخرى، وذلك على عكس جيل الألفية الذي شهد تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين واستشهاد محمد الدرة على الهواء مباشرة، وتابع الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان.
وتابع جيل زد حرب إيران وإسرائيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، إكس وتيك توك"، وبدأوا في تداول المعلومات وأعربوا عن تخوفاتهم، وقام البعض بتوجيه نصائح في كيفية التصرف خلال الحروب، فيما أكد البعض أنه كان يُريد العيش في سلام فقط، وأنه كان يُريد أن يتزوج ويصبح أبًا وغيرها من الأمنيات البسيطة ولكنها بدت كبيرة وقت الأزمة.
جيل زد عبر عن الحرب بطريقته، فعلى الرغم من حالة القلق التي انتابتهم، ولكن كان له أسلوبهم الخاص، حيث تنوعت البوستات بين الكآبة والسخرية، ونشر الفيديوهات المضحكة، وهو ما يُعد وسيلة هذا الجيل للتعبير والتعامل ما يمر به من أخبار مقلقة.
الشعور بالكآبة قد يُلازم الأطفال وجيل زد
وعلى الرغم من تعبير جيل زد عن الأزمة بطريقة بسيطة مليئة بالسخرية، إلا أن الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، حذر من مشاهد الضرب والسحل والقتل والتهجير والقسوة، خاصة فيما يحدث في غزة من ألم وتشريد وأطفال غير قادرين على إيجاد الأوكسجين، مؤكدًا أنها مشاهد عبثية وغير إنسانية وتُدمر المشاعر الإنسانية لأي أحد.
وشدد استشاري الصحة النفسية في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، على أن كل من شاهدوا المشاهد التي حدثت في الآونة الأخيرة سوف يشعرون بالكآبة من كثرة المشاهدة والحزن والإحساس بالعجز تجاه ما يحدث، والبعض قد يُصاب بكرب ما بعد الأزمة نظرًا للأخبار المتكررة عبر صفحات السوشيال ميديا والبرامج التلفزيونية.
وأشار وليد هندي، إلى أن هذه الأمور تُحدث أعراض اقتحامية لأفكار الأطفال وجيل زد وتغزو عقولهم وتظل في مخيلتهم، وأكد أن هذه الأمور تأتي بأفكار سلبية في التفكير والمزاج العام، ما يسبب الاكتئاب والشعور بالذنب، لذلك مطلوب تجاوز مشاهد الحرب والدمار.
كيفية تجاوز مشاهد الحرب والدمار؟
ووجه "هندي" تحذيرًا للأسر في هذا الشأن، وقال: "يجب ألا تكون هذه المشاهد هي محور اهتمامنا أو أولوية مشاهداتنا في القنوات الفضائية، ونعمل على تنويع المشاهدات كما كنا نفعل بين الفن والرياضة والبرامج الاجتماعي، ونحاول أن لا يكون في استغراق في المشاهدة".
الأمر الثاني الذي نصح به استشاري الصحة النفسية، هو عدم تداول أي صورة أو أحداث أو فيديوهات موجودة على السوشيال ميديا، لأنها تتسبب في "لخبطة نفسية"، وفي بعض الأوقات تكون قديمة تُسوق وتُعرض كأنها حديثة، وفي بعض الأحيان يتم نشر لقطات غير حقيقة لفلسطين على سبيل المثال، ويكونوا بذلك عُرضه للشائعات والتلاعب بالمشاعر.
ولفت إلى ضرورة عدم تركيز حوارات الأسرة ودائرة الأصدقاء على هذه الأحداث، وأضاف: "في حالة وجود أطفال يجب أن يرسموا عشان يسقطوا مشاعرهم السلبية على الرسم، ولازم يلعبوا لعبة معينة، وتجلس الأسرة ويتحدثوا سويًا حتى لا يكون الأطفال عُرضه لمثل هذه الأفكار، وعند الحديث عن فلسطين نستقي المصادر الرسمية".
أهمية الوطن الدرس المستفاد
وفي ختام تصريحاته الخاصة، أكد الدكتور وليد هندي على أن الدرس المستفاد هو معرفة أهمية الوطن والتمسك بالوطن وقيمة الوطن والأمن والأمان والسلام الذي يعيش فيه المواطن، وهذا ما سيخفف من حدة المشاهد التي يراها، لأنه يستشعر أنه بينعم بالأمن والطمأنينة والقيادة السياسية الحكيمة التي تحافظ على أمنه وأمانه وأرضه في مقدمة تعاملاتها.