00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

دار الإفتاء: اتخاذ السترة في الصلاة سنة مؤكدة تعين على الخشوع ومنع التشويش

الصلاة
الصلاة

أكدت دار الإفتاء أن اتخاذ السترة في الصلاة أمرٌ مستحب شرعًا لما له من أثرٍ كبير في تحقيق الخشوع، وحضور القلب، وصرف الذهن عن المارة أو المؤثرات المحيطة بالمصلّي. 

وأوضحت الدار أن السترة هي ما يجعله المصلي أمامه لمنع المرور بين يديه أثناء الصلاة، وأن اتخاذها من آداب الصلاة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ وَلْيَدْنُ مِنْهَا».

دار الإفتاء: اتخاذ السترة في الصلاة سنة مؤكدة تعين على الخشوع ومنع التشويش

وأضافت الدار أن السترة تتحقق بأي جسم ظاهر للناظر بارتفاع ذراعٍ فأكثر، أي ما يعادل نحو 46.5 سم تقريبًا، على أن يكون عرضها كافيًا لتظهر أمام المصلي تحقيقًا للمقصد منها، سواء كانت جدارًا، أو عصًا، أو حقيبة، أو أي جسمٍ قائمٍ يمكن اتخاذه سترة.

وبيّنت دار الإفتاء أن الفقهاء اتفقوا على مشروعية السترة واختلفوا في مقدارها، حيث ذهب الحنفية والحنابلة إلى أن طولها يكون ذراعًا فأكثر، في حين رأى المالكية أن أقلها طول ذراعٍ وعرض رمحٍ، أما الشافعية فقد حدّدوها بثلثي ذراعٍ على الأقل دون اشتراط للعرض. وأوضحت أن هذا التنوع في التقدير لا يغير من أصل السنة وهو اتخاذ ما يظهر للناظر أمام المصلي تحقيقًا للمقصود الشرعي.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن من اتخذ سترةً أمامه في الصلاة حَرُم على المارّ أن يمر بينه وبينها، واقتصر المرور على ما وراءها فقط؛ التزامًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم المارُّ بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر بين يديه»، موضحة أن المرور بين المصلي وسترته يُعد انتهاكًا لحرمته وتشويشًا على صلاته.

أما في حال عدم وجود سترة، فقد بيّنت الدار أن المسافة التي يُكره المرور فيها أمام المصلي هي ما يشغله في صلاته من موضع قدميه إلى موضع سجوده؛ لأن هذا هو الحيّز الذي يؤدي فيه حركات الصلاة. وأكدت أن المرور بعد هذا الموضع لا حرج فيه، لأنه لا يُعد تشويشًا على المصلّي ولا انتهاكًا لموضع صلاته.

وفي هذا السياق نقلت دار الإفتاء ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن هذا التقدير هو الأرجح؛ لأنه يحقق المقصد الشرعي من النهي عن المرور دون تضييقٍ على الناس في الطرقات أو المساجد. أما الحنابلة فقد قدّروا المسافة بثلاثة أذرع فأقل من قدم المصلّي إذا لم يتخذ سترة، وهو ما يُقارب مترًا ونصف المتر تقريبًا.

وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن السترة في الصلاة ليست مجرد هيئة شكلية، وإنما وسيلة شرعية لتحقيق الخشوع وحماية المصلي من التشويش، داعيةً المصلين إلى الحرص على اتخاذها في الأماكن العامة والمساجد، والالتزام بآداب المرور أمام المصلين احترامًا لشعيرة الصلاة ومكانتها في الإسلام.

تم نسخ الرابط