ما حكم مد الهمزة في قولنا آخر الفاتحة «آمين»؟.. مجدي عاشور يجيب

ما حكم مد الهمزة في قولنا آخر الفاتحة (آمين)؟، سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية، وذلك من خلال برنامج دقيقة فقهية.
حكم مد الهمزة في قولنا آخر الفاتحة (آمين)
وقال «عاشور» إن كلمة «آمين» معناها: اللهم استجب، وهي دعاء غير مستقل بنفسه ؛ لأنه مرتبط بغيره من الدعاء الذي يكون قبل كلمة «آمين»، وذلك في مواطن متعددة، منها: عقب قراءة سورة الفاتحة، والتأمين على الدعاء في مواضعه المختلفة كخطبة الجمعة والاستسقاء والقنوت.
ولفت عاشور إلى كيفية النطق بها يرجع إلى ضبطها في اللغة العربية، فقد ورد فيها عدة لغات، والمشهور منها : المد والقصر، مع تخفيف حرف الميم فيهما، أي يكون مكسورًا بدون شَدَّة .
وأوضح المأثور فيها المد، كما ورد عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْر رضي الله عنه قَالَ: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ ٱلمَغضُوبِ عَلَيهِم وَلَا ٱلضَّآلِّين} [الفاتحة: 7]، فَقَالَ : آمِينَ، وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ ". وفي رواية الإمام البيهقي : "رَفَعَ صَوْتَهُ بِآمِينَ وَطَوَّلَ بِهَا "، ويتحقق المد: بمد الألف والياء حركتين أو أربع أو ست عند الفقهاء ، لكن كره الحنابلة الإفراط في المد.
وشدد على أن المأثور والمستحب عن النبي صلى الله عليه وسلم الإطالة في النطق بكلمة «آمين»، ويحصل المد بمد الألف – مَدَّ بَدَلٍ - والياء - مَدَّ عارضٍ للسكون - حركتين أو أربع حركات أو ستًّا دون إفراط في المد ، أو تشديد للميم لئلَّا تصير بمعنى «قاصدين» ، ويجوز أيضًا عدم الإطالة ، ولا مجال للاختلاف والتنازع في هذه المسألة اليسيرة .
هل يصل ثواب قراءة شيء من القرآن الكريم إلى الأموات؟
في سياق آخر، قال «عاشور» اختلف الفقهاء في حُكْم هذه المسألة، فجمهور الفقهاء على جوازها، وهو المختار للفتوى، وعليه العمل في الديار المصرية، قال الإمام الدرديري المالكي رضي الله عنه : (الْمُتَأَخِّرُونُ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَجَعْلِ ثَوَابِهِ لِلْمَيِّتِ وَيَحْصُلُ لَهُ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّهُ) .
واستدلوا بأدلة كثيرة منها: أن الدعاء للأموات يصل باتفاق الفقهاء ، والقرآن ذِكْرٌ بل هو أفضل الذكر، والذكر صِنْوُ ( أخو ) الدعاء ، فله حكمه .. وخروجًا من الخلاف ، وحتى لا يعترض معترض .. فننصح بقراءة القرآن الكريم أو شيء منه، ثم الدعاء بقبول هذه القراءة وجَعْلِ ثوابها لمَن نشاء من الأموات، وبذلك يدخل ثواب القراءة في الدعاء .. فيُقْبَلُ بإذن الله .