الفضة تتراجع محليًا وعالميًا وسط صعود الدولار.. وترقّب لقرارات الفيدرالي
شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية تراجعا ملحوظا، متأثرةً بتراجع الطلب على أصول الملاذ الآمن وصعود الدولار الأمريكي، بينما يهيمن التفاؤل بإحراز تقدم في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على شهية المخاطرة، وفق تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن للأبحاث».
ويربط محللون هذا التراجع بـانحسار المخاوف الجيوسياسية وتحسّن التوقعات الاقتصادية مع اقتراب اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وبكين، ما شجّع المتعاملين على تقليص مراكزهم في الملاذات الآمنة والتوجّه نحو الأصول عالية المخاطر، كما أسهم ارتفاع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته في أسبوعين في زيادة الضغوط على السلع المقوّمة بالدولار، إذ ترتفع كلفتها على حائزي العملات الأخرى، ما يقلّص الطلب الاستثماري على الفضة.
الفيدرالي في الواجهة: لهجة باول ترسم المسار القصير
تزداد التحوّطات قبيل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، المقرّر أن يُستكمل غدًا الأربعاء بقرار بشأن أسعار الفائدة، وتتوقع الأسواق خفضًا بواقع 25 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي هذا العام، غير أن نبرة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ستبقى العامل الحاسم لمعنويات المعادن، بين لهجة حذِرة تيسيرية قد تنعش الطلب على الفضة، أو لهجة متشددة قد تُبقي الأسعار تحت ضغط بيعي.
مشهد دولي داعم للمخاطرة
على المستوى السياسي-الاقتصادي، يتوقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق تجاري «عادل» مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة مرتقبة في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع، كما شهدت الأيام الماضية اتصالات اقتصادية رفيعة بين الجانبين لصياغة إطار عمل أولي للاتفاق، بالتوازي مع اتفاقات أمريكية في جنوب شرق آسيا بشأن التجارة والمعادن الأساسية. وأسهمت هذه التطورات في قفز مؤشرات وول ستريت إلى قمم قياسية، ما عزّز شهية المخاطرة على حساب الملاذات الآمنة.
قراءة سوقية وفنية
يرى محللون أن الهبوط الجاري تصحيحٌ صحي بعد موجة صعود حادّة غذّاها الطلب الصناعي القوي والاضطرابات الجيوسياسية، وتشير تحركات المحافظ إلى عمليات جني أرباح واسعة وإعادة توازن للمراكز قبيل قرارات السياسة النقدية.
وتبقى الفضة أكثر حساسية من الذهب لتبدّل المزاج الاستثماري، بحكم طبيعتها المزدوجة كملاذ آمن ومكوّن صناعي رئيسي في التكنولوجيا والطاقة الشمسية والإلكترونيات الدقيقة—وهو ما يفاقم تقلّبها في المنعطفات الاقتصادية.



