صلاح عبد العاطي: الاحتلال يعرقل دخول معدات لانتشال جثامين 10 آلاف فلسطيني

قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إن الهيئة تتابع عن كثب ما يجري في الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية لا تزال متواصلة رغم وقف إطلاق النار.

توثيق 140 خرقًا ارتكبته قوات الاحتلال منذ سريان التهدئة

وأوضح عبد العاطي، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن طواقم الهيئة وثقت نحو 140 خرقًا ارتكبته قوات الاحتلال منذ سريان التهدئة، أسفر عن استشهاد 94 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 340 آخرين، إلى جانب استمرار عرقلة دخول المساعدات الإنسانية المتفق عليها في البروتوكولات الملحقة باتفاق وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أنه، وفقًا للاتفاق، كان من المفترض إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، إلا أن ما يدخل فعليًا لا يتجاوز 150 شاحنة في المتوسط، بالإضافة إلى أن بعض البضائع المسموح بدخولها لا يستطيع الفلسطينيون شراءها بسبب الأوضاع الاقتصادية الكارثية وفقدان مصادر الدخل والممتلكات.

ونوه بأن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول المعدات الثقيلة اللازمة لانتشال جثامين أكثر من 10 آلاف فلسطيني لا يزالون تحت الركام، فضلًا عن عرقلة دخول المعدات المطلوبة لإعادة الإعمار وتشغيل المرافق الحيوية، مثل محطات تحلية المياه وآبارها وقطاع الصحة، رغم الجهود المصرية المستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار.

 إسرائيل تتذرع بملف المحتجزين ورفات الجنود لتبرير استمرارها في انتهاك الاتفاق

وأكد رئيس الهيئة الدولية أن إسرائيل تتذرع بملف المحتجزين ورفات الجنود لتبرير استمرارها في انتهاك الاتفاق، موضحًا أن هذا الملف جرى تضخيمه من جانب الاحتلال الذي، بحسب قوله، "لم يكترث بجنوده ولا برفاتهم"، وكان بإمكانه استعادتها عبر الاتفاقات السابقة لكنه خرقها سريعًا.

وتابع عبد العاطي: أن الدمار الواسع الذي لحق بقطاع غزة جعل من الصعب الوصول إلى مواقع الجثامين، حيث إن نحو 90% من مباني ومخيمات القطاع دُمرت، مما غير الوجه الديموغرافي والجغرافي للمنطقة، محولًا غزة إلى "مقابر جماعية"، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية أبدت استعدادها الكامل للتعاون في هذا الملف، إذ سلمت جميع الأسرى الأحياء والرفات التي كانت بحوزتها، بينما تواجه صعوبات تقنية في استعادة بقية الرفات بسبب منع الاحتلال دخول الفرق الفنية والمعدات الثقيلة، رغم سماحه مؤخرًا بدخول فريق مصري للمساعدة في عمليات البحث.

 الاحتلال يستخدم هذا الملف ذريعة لإطالة أمد التوتر وتفادي تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق

وأوضح عبد العاطي أن الاحتلال يستخدم هذا الملف ذريعة لإطالة أمد التوتر وتفادي تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى تأجيل المحاكمات والضغوط السياسية الداخلية من خلال إبقاء الأوضاع الأمنية متوترة، حتى يتسنى له خوض الانتخابات المقبلة في ظل استمرار الحرب.

وأكد أن المجتمع الدولي يجب أن يضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها، والسماح لوكالات الأمم المتحدة، وعلى رأسها وكالة الأونروا، بممارسة عملها وإدخال المساعدات إلى القطاع، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتحدى قرارات محكمة العدل الدولية والقانون الدولي بمنعه الوكالة من أداء دورها الإنساني.