مدير تحرير الأهرام العربي: مصر تحملت الكثير لحماية القضية الفلسطينية
قال مهدي مصطفى، مدير تحرير الأهرام العربي، إن فترة ما بعد الهدنة في قطاع غزة تشهد جهودًا مصرية مكثفة لإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن القاهرة قامت منذ اليوم الأول لاندلاع العمليات العسكرية في 7 أكتوبر 2023 بدور محوري في دعم الشعب الفلسطيني.
80% من المساعدات العالمية دخلت غزة عبر الأراضي المصرية
وأوضح مصطفى، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن نحو 80% من المساعدات العالمية التي دخلت قطاع غزة مرت عبر الأراضي المصرية، مشيرًا إلى أن إسرائيل ما زالت تتعنت في السماح بدخول المساعدات بشكل كامل، في محاولة لفرض حصار غذائي على الفلسطينيين.
ونوه بأن مصر لم تكتفِ بالجهود الميدانية فقط، بل قامت أيضًا بتحركات دبلوماسية واسعة على مستوى العالم، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وعلى رأسها "الأونروا"، لضمان استمرار تدفق المساعدات وبدء المرحلة الثانية من عملية وقف العمليات العسكرية، وهي مرحلة إعادة الإعمار وتهيئة الأجواء لمفاوضات سلام حقيقية تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد مدير تحرير الأهرام العربي أن تثبيت اتفاق الهدنة يتطلب تداخلًا دوليًا واسعًا، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دورًا في مبادرة وقف العمليات من خلال خطة مكونة من عشرين نقطة، مضيفًا:" أن المرحلة الراهنة من المفاوضات تهدف إلى إدخال المساعدات بشكل كامل لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية، بما يشمل المساعدات الغذائية والطبية، رغم العقبات التي تضعها إسرائيل سواء في مسألة تسليم الجثامين أو في بعض الترتيبات اللوجستية.
المبادرة المصرية كانت حاسمة في وقف الحرب
وأشار مصطفى إلى أن المبادرة المصرية كانت حاسمة في وقف الحرب، مؤكدًا أن القاهرة منذ البداية شددت على أن اتساع رقعة الحرب ليس في مصلحة أحد، وأن استمرار غياب الدولة الفلسطينية يمثل خطرًا على استقرار العالم بأسره، وليس على المنطقة فقط.
وفيما يتعلق بمعايير مصر لضمان أن تكون الهدنة إنسانية حقيقية وليست مجرد توقف مؤقت للعمليات، أوضح مصطفى أن القاهرة انطلقت من قناعة تاريخية بوجود مظلمة واقعية بحق الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948، حيث واجه الفلسطينيون محاولات متكررة للتهجير القسري، مشيرًا إلى أن مصر كانت دائمًا السد المنيع أمام هذه المخططات منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأكد أن القاهرة أدركت مبكرًا أن الحرب في غزة تمثل تهديدًا للنظام الدولي برمته، وليس فقط للنظام الإقليمي، مضيفًا أن هذا الإدراك ساهم في تغيير مواقف الرأي العام العالمي، حتى داخل الولايات المتحدة نفسها، لصالح القضية الفلسطينية، وهو ما يتسق مع الموقف المصري الثابت منذ مفاوضات كامب ديفيد وحتى اليوم.



