مأمون فندي: من يطالب بنزع سلاح المقاومة يتجاهل جوهر الصراع مع الاحتلال
أكد مأمون فندي، مدير معهد لندن الاستراتيجية العالمية، أن العقل السياسي القديم ما زال متمسكًا بمفاهيم بالية لا تراعي تغيّر الواقع، مثل الحديث عن نزع سلاح المقاومة وكأن السلاح كيان ثابت لا يتبدّل، وكأن المقاومة مقتصرة على فصيلين أو ثلاث ولا تتغير طبيعتها واستراتيجياتها وأسلحتها.
وأضاف فندي في تغريدة له على منصة "إكس": من أجل توضيح الفكرة يمكن العودة إلى مثال بسيط: في عام 1985 حين كنت أرسل خطاباً إلى أهلي في صعيد مصر، كان الرد يحتاج حوالي خمسة عشر يوماً ليصلني، أي ما يقارب ثلاثين يوماً ذهاباً وإياباً. اليوم تصل رسالة عبر تطبيق واتساب في ثوان معدودة. ما علاقة ذلك بنزع سلاح المقاومة؟".
وتابع مدير معهد لندن الاستراتيجية العالمية: "الفكرة تتعلق بما يسمى في الدراسات المعاصرة انكماش الزمن والمكان. فكلما تقلّص الزمن تسارعت القدرة على التعلّم وتبادل الخبرات وتطوير الأدوات".
واستكمل بقوله: "وهذا ما حدث تاريخياً في مسار تطور قدرات المقاومة، حيث انتقلت من أسلحة خفيفة في الثمانينيات إلى صواريخ محلية في بداية الألفية، مع اعتمادها على شبكات تهريب، وخبرات مكتسبة، ودعم تقني متقطع في مراحل مختلفة".
وأشار إلى أن هذه العوامل ما زالت قائمة، بل أصبحت أسرع تأثيراً بظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والاتصالات المتقدمة التي تختصر مسارات التطوير من سنوات إلى أشهر قليلة.
وأوضح فندي أن لهذا يصبح التركيز على نزع السلاح فقط معالجة شكلية لا تلامس جذور المشكلة، حيث أن جذور الصراع سياسية ومرتبطة بالاحتلال، ومع استمرار هذه الأسباب سيبقى الدافع للتطوير قائماً، بل أسرع بكثير مما عرفه الجيل السابق.
واختتم بتأكيده على أن السلاح اليوم لم يعد مجرد أداة مادية، بل معرفة وقدرة على الابتكار، وهذه عناصر يصعب انتزاعها من العقول الشابة في غزة أو أي أرض تعيش تحت صراع وضغط تاريخي: "انه الاحتلال يا غبي وليس نزع السلاح".
مأمون فندي: ترامب بين سلام غزة وحرب أوكرانيا.. والنتيجة "لا شيخ تحت القبة"
تناول الكاتب والمحلل السياسي مأمون فندي، المشهد السياسي الدولي من العاصمة الأميركية واشنطن، متحدثًا عن دور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الملفات الساخنة.
مأمون فندي: ترامب بين سلام غزة وحرب أوكرانيا
وقال مأمون فندي في تغريدة له عبر حسابه على منصة إكس: "أكتب من واشنطن هذه المرة، وعن واشنطن عاصمةِ العالم، عالمِ الرئيس دونالد ترمب، الرَّجل الذي استطاع أن ينجزَ وقفَ إطلاق النَّار في غزةَ من خلال مؤتمر السلام في شرم الشيخ، الرَّجل الذي يطمح إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا في قمة المجر المرتقبةِ بين ترمب وفلاديمير بوتين. كلُّ هذا مبهر حقاً، ولكن هل تحت القبة شيخ، كما نقول بالعامية المصرية؟ الإجابة باختصار: لا".


