خالد العناني: رؤيتي أن يكون الذكاء الاصطناعي جسرًا للعدالة المعرفية
أكد الدكتور خالد العناني، المدير العام لمنظمة اليونسكو المنتخب، أن الذكاء الاصطناعي يمثل واحدًا من أعظم إنجازات العصر الحديث، لكنه في الوقت نفسه سلاح ذو حدين، مشيرًا إلى أنه قادر على فتح آفاق واسعة في مجالات التعليم والمعرفة، كما يمكن أن يؤدي إلى تعميق الفجوة الرقمية إذا لم يُدار بعدالة ومسؤولية.
توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان
وقال العناني، خلال تصريحات هخاصة لموقع «نيوز رووم»، إن دور اليونسكو في المرحلة المقبلة يجب أن يكون رياديًا في توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان، موضحًا أن رؤيته تقوم على ثلاثة محاور رئيسية، أولها وضع أطر ومعايير أخلاقية عالمية تضمن المساواة في الوصول إلى أدوات المعرفة الرقمية، وتحمي خصوصية وكرامة المتعلمين.
وأشار إلى أن اليونسكو كانت أول منظمة أممية تتبنى توصية عالمية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنه سيعمل على تطوير هذه التوصية لتصبح أكثر تطبيقًا وتأثيرًا على أرض الواقع.
وأضاف العناني أن المنظمة ستعمل على سد الفجوة الرقمية بين الشمال والجنوب من خلال دعم البرامج التعليمية التي تساعد الدول النامية على بناء بنية تحتية رقمية قوية، إلى جانب تدريب المعلمين والطلاب على مهارات التعلم التكنولوجي، بما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة للتمكين لا وسيلة للإقصاء.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تعميم التعليم الجيد عبر تعزيز التعليم المخصص، وتحليل البيانات لتحديد احتياجات المتعلمين، وتطوير مناهج أكثر شمولًا وتفاعلًا.
واختتم العناني تصريحاته بالتأكيد على أن رؤيته تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي جسرًا للعدالة المعرفية بين الشمال والجنوب، مشددًا على أن اليونسكو، بصفتها الضمير الإنساني العالمي، ستقود هذا المسار لضمان أن تظل التكنولوجيا في خدمة الإنسان لا على حسابه.
وفي نفس السياق ،أكد الدكتور خالد العناني المدير العام لمنظمة اليونسكو المنتخب، أن الثقافة تمثل الجسر الأعمق للتفاهم بين الشعوب في ظل ما يشهده العالم من انقسامات وصراعات متنامية.
وقال خلال تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، إن الثقافة ليست مجرد تراث مادي أو فنون وآداب، بل هي لغة الإنسانية المشتركة التي توحد الشعوب رغم اختلاف لغاتهم ومصالحهم، مشددًا على أن دور اليونسكو يجب أن يتجاوز الاحتفاء بالتنوع إلى تحويله إلى قوة للتفاهم والسلام.
أربع ركائز لدور الثقافة في بناء السلام
وأوضح "العناني" أن رؤيته لترجمة هذا المفهوم عمليًا تقوم على أربع ركائز أساسية، هي تعزيز "الدبلوماسية الثقافية" كأداة للحوار بين الأمم، عبر إنشاء منصات ثقافية مشتركة تجمع المبدعين والعلماء من مختلف الخلفيات، لتكون مشاريعهم تجسيدًا لقيم الاحترام المتبادل.


