عاجل

هل سداد الدين يكون بالمثل أو بالقيمة الحاضرة؟.. الإفتاء توضح

القرض
القرض

ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول: اقترض شخص عام 1994م اثنتي عشرة مُرْطَة شعير بسعر 5.5 دنانير للمُرْطَة، واتُّفق أن يسدِّد نقدًا أو شعيرًا. وبعد ثلاث سنوات أراد السداد بالسعر القديم، فرفض الدائن وطالبه إما بالشعير نفسه أو بقيمته الحالية (10 دنانير للمُرْطَة)، ويسأل السائل عن الحكم الشرعي.وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء المصرية: على المقترض في هذه الحالة أن يَرُدَّ للمقرض اثنتي عشرة مُرْطَة من الشعير، أو يَرُدَّ قيمتها بالسعر الحاضر، ولا يُعدُّ هذا من الربا؛ لاختلاف الجنسين، حيث إن المقترَض شعيرٌ والمردودَ نقودٌ، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الْأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ» رواه مسلم.

تعريف القرض الحسن وبيان فضله


القرض: هو المال الذي يعطيه المقرض للمقترض لردِّ مثله إليه عند قدرته عليه، وهو قربةٌ يُتقرَّب بها إلى الله سبحانه وتعالى؛ لما فيه من الرِّفق بالناس والرحمة بهم وتيسيرِ أمورهم وتفريج كربهم، ولم يجعله الإسلام من باب المسألة المكروهة، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَة،ِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» رواه مسلم وأبو داود والترمذي.

حث الإسلام على حسن قضاء الدين


عقدُ القرض ليس وسيلة من وسائل الكسب ولا أسلوبًا من أساليب الاستغلال؛ ولذا لا تنطبق عليه القاعدة الفقهية “كلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا فهو رِبًا” إلا إذا كان نفعُ القرض مشروطًا أو متعارفًا عليه، فإذا لم يكن مشروطًا أو متعارفًا عليه فالمقترض له أن يقضي خيرًا من القرض في الصِّفة أو يزيد عليه في المقدار، وللمقرض حقُّ الأخذ دون كراهة؛ لما رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن عن أبي رافعٍ رضي الله عنه قال: استلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رجل بكرًا، فجاءته إبل الصدقة، فأمرني أن أقضي الرجل بكرًا، فقلت: لم أجد في الإبل إلا جملًا خيارًا رباعيًّا. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أعْطِهِ إِيَّاهُ، فَإِنَّ خَيْرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً»، وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “كان لي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقٌّ فقضاني وزادني”. رواه أحمد والبخاري ومسلم.

تم نسخ الرابط