سائلة تقول: هل حرام قراءة القرآن في وقت الحيض؟.. دار الإفتاء توضح الحكم
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن المرأة الحائض أو النفساء يحرم عليها قراءة القرآن ومس المصحف أو حمله والإتيان بزوجها، وذلك على مذهب جمهور الفقهاء الذين يرون أن الحيض والنفاس يمنعان من تلاوة القرآن ومس المصحف مباشرة.
هل حرام قراءة القرآن في وقت الحيض؟
وأضافت الدار أن مذهب المالكية خالف في هذه المسألة، حيث أجاز للمرأة قراءة القرآن في حال الحيض أو النفاس إذا كانت معلمة أو متعلمة أو محفظة للقرآن الكريم، وكان ذلك من باب الضرورة المرتبطة بعملها أو دراستها.
وبيّنت دار الإفتاء أن القراءة في هذه الحالة تكون بحائل، كأن تمسك المصحف وهي تلبس قفازًا (جوانتي)، أو تقرأ من الهاتف المحمول أو الأجهزة الإلكترونية، مؤكدة أن المقصود هو تسهيل أداء مهام التعليم أو الحفظ دون مخالفة لأحكام الطهارة الشرعية.
يجوز للسائلة شرعًا أخذ دواء لتستمر عليها عادة الحيض، ما دامت تبتغي بذلك غرضًا يقرّه الشرع، وبشرط ألَّا يكون فيه ضررٌ عليها، ولا تحايلٌ للإفطار في شهر رمضان، وعليها حينئذٍ الانقطاع عن الصلاةوالصيام في مدة نزول دم الحيض إن كانت أقل من خمسة عشر يومًا على المفتى به.
المقصود بدم الحيض
الحيض في الشرع هو عبارة عن الدم الذي يخرج من رحم امرأة بالغة صحيحة، ومن منظور طبي: هو عبارة عن نزيف شهري يستمر بين يوم إلى سبعة أيام غالبًا، ويحدث عادة كل ثمانية وعشرين يومًا، ومن الممكن أن تنقص هذه المدة أو أن تزيد، ويُسمى الحيض بالطمث.
ومصدر السائل الطمثي الذي هو دم الحيض هو الرحم؛ ففي سن البلوغ تبدأ الغدة النخامية تحت تأثير مراكز عليا في المخ تنبيه الغدد الصماء، ومنها المبيضان، فيفرزان الهرمونات الأنثوية فينمو الرحم، وفي كل دورة ينمو الغشاء المبطِّن للرحم ويمتلئ بالغدد، وتتركز فيه المواد الغذائية استعدادًا لاستقبال البييضة الملقحة التي تنغرس في جدار الرحم المُعَدِّ لذلك، فإذا لم يحدث حمل تبقى البييضة بدون تلقيح، وتبدأ في الضمور وتهبط معها الهرمونات، فيتفتت الغشاء المخاطي المبطن للرحم وينزل على هيئة دم الحيض.
والسائل الحيضي عبارة عن دم غير متجلط مع مخاط مع بقايا خلايا الغشاء المخاطي الذي تفتت، وتكون كميته قليلة، ومخاطيًّا في أول الحيض، ثم يكون مائلًا للحمرة، ثم بني اللون في نهاية الحيض، هذا في غالب الأحوال.
ويستمر حيض المرأة على عادة مطردة غالبًا حتى تبلغ سنًّا ينقطع فيه الحيض، ويختلف هذا السن من قطر لآخر ومن امرأة لأخرى، ويبدأ غالبًا بعد سن الخمسين، وهذه المرأة التي انقطع عنها المحيض لكبرها تُسمى الآيسة.
وأهم هرمونين مسببين للحيض هما هرمون الإستروجين وهرمون البروجيستيرون؛ فإذا كان أمر نزول دم الحيض متعلقًا بمجموعة من الهرمونات، وقد تقرر في الطب الحديث إمكانية تحويل هذه الهرمونات إلى أدوية؛ كالحبوب ونحوها، فإنه يمكن استجلاب دم الحيض سواء للصغيرة أو للآيسة بواسطة هذه الهرمونات الخارجية.



