للتوعية بمخاطر الإدمان والانتحار.. انطلاق فعاليات «الأزهر دين ودنيا» بالمعاهد
انطلقت فعاليات البرنامج التثقيفي «الأزهر دين ودنيا» الذي تنظمه الإدارة العامة للتعليم الإعدادي بقطاع المعاهد الأزهرية، بهدف توعية وتثقيف طلاب وطالبات البرنامج التأهيلي بمعالم المنهج الأزهري وأسس الفكر الوسطي، إضافة إلى التوعية بمخاطر الإدمان والانتحار.
فعاليات «الأزهر دين ودنيا»
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر.
ويأتي تنفيذ البرنامج بتعليمات من الشيخ أيمن محمد عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وإشراف الأستاذ الدكتور أحمد خليفة شرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم، حيث أوضح الدكتور بشير عبد الله أن البرنامج يتناول عدة محاور رئيسة، هي:
1. بيان معالم المنهج الأزهري.
2. التعريف بعلم العقيدة.
3. بيان التصوف الحقيقي وأحوال السالكين.
4. التوعية بأهمية الصحة النفسية.
5. بيان مخاطر الإدمان وسوء عواقب الانتحار.
وقد تم إطلاق البرنامج هذا الأسبوع في ثلاث مناطق أزهرية هي: أسوان، والدقهلية، والفيوم، على أن يتوالى تنفيذه في بقية المناطق الأزهرية تباعًا، تعزيزًا لدور الأزهر في تربية النشء على الاعتدال والفكر السليم، وربط الدين بالحياة.
السلام سنة كونية
وأوضح الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن سكون الكون وأمانه مرهون بانتظامه لا بانتقامه، فالسلام سنة كونية إذا تحقق قامت قائمته، وإذا انقشع قامت القيامة، مؤكدًا أن السلام في الإنسان والمجتمع يقوم على ثلاثة أركان: الأولى، العفو وكظم الغيظ، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور ما شاء»، وبموقف النبي الكريم مع أهل مكة حين قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، والثانية، وحدة الشعور الإنساني، وهي التي تجعل الإنسان يحسّ بغيره، فينفق في سبيل الله ويشعر الغني بالجائع والصحيح بالمريض، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد»، أما الثالثة، محبة الخير للغير، مستدلًا بما رُوي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال في دعائه لها: «اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، ما أسرت وما أعلنت، ثم قال لها: «والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة».
وأشار الأمين العام إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن السلام عنده مجرد قول، بل كان منهج حياة، حتى الجماد والحيوان شعرا بأمانه، فقد سلّم عليه الحجر والشجر، كما في حديث عليٍّ رضي الله عنه: «ما استقبله جبل ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله»، كما رقّ قلبه لجمل اشتكى إليه الجوع والتعب فقال لصاحبه: «أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله؟ إنها شكت إليّ أنك تجيعها وتدئبها».
وأوضح الدكتور الجندي أن الإيمان الحق هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأن الشعور بالآخرين هو عنوان هذا الإيمان، مستشهدًا بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها عندما ذبحت شاة فقال النبي ﷺ: «ما بقي منها؟» قالت: ما بقي منها إلا كتفها، فقال ﷺ: بقي كلها غير كتفها»، مبينًا أن النفس الإنسانية عزيزة حرّم الله الاعتداء عليها، لقوله ﷺ: «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا».




