«من سلم المسلمون من لسانه ويده».. لماذا خص النبي اليد واللسان دون غيرهما؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، فلماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم اليد واللسان؟
لماذا جعل النبي المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده؟
تقول الدكتورة فتحية الحنفي الأستاذ بجامعة الأزهر تحت عنوان: من كنوز المعرفة (كفُّ الأذى من كمال الإسلام)، حيث قال تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضًا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه" [الحجرات: 12].
وقال جل شأنه: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، وكان الله سميعًا عليمًا" [النساء: 148].
وبينت «الحنفي»: فاللسان هو الآلة التي تُدخِل صاحبها الجنة أو النار، بسبب ما يتلفظ به، لأن عواقب الكلام السيئ وخيمة، فهي السبب الرئيس في دخول الإنسان النار.
ورُوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه" (رواه البخاري).
فقد بيَّن لنا النبي ﷺ أن من كمال إسلام المرء كفَّ أذاه عن نفسه وعن الآخرين، سواء أكان بالفعل أم بالقول.
فلا يجوز للإنسان أن يؤذي نفسه، أو يُلقي بها إلى التهلكة، كشرب ما يُذهب العقل، أو الانتحار، أو غير ذلك مما يترتب عليه أذى النفس.
وكذلك لا يجوز له أن يؤذي الآخرين بالسبِّ أو الشتم، أو أن يغتابهم، أو يؤذيهم بيده.
وخصَّ اللسان واليد بالذكر لكثرة الشرور التي تصدر عنهما، فاللسان يشمل ترك الغيبة، والنميمة، والكذب، والسب، والشتم، والسخرية، والاتهام بالباطل.
أما اليد، فهي التي تبطش بالضرب أو القتل أو السرقة.
وقدَّم النبي ﷺ اللسان على اليد، لأن الأذى باللسان أكثر وقوعًا وأشد تأثيرًا، إذ يشمل الأحياء والأموات.
ويؤكد ذلك ما ورد حين سأل معاذ بن جبلٍ النبيَّ ﷺ عن عملٍ يُدخله الجنة ويُباعده عن النار، فقال ﷺ: "وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم – أو قال: على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم".
وشددت: فالواجب على كل مسلم أن يبتعد عن كل ما يؤذي الآخرين، وأن يتحلَّى بالأخلاق الكريمة التي تؤلِّف بين القلوب، وتؤدي إلى المودة والتسامح، لينعم الإنسان بالأمن داخل بيته ومجتمعه.





