واشنطن تبلغ بيروت بانتهاء صلاحية اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي
كشفت مصادر مطلعة قريبة من صناع القرار في بيروت أن المبعوث الأمريكي توم باراك أبلغ الرئاسة اللبنانية رسميًا بانتهاء مفعول اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي، المبرم في نوفمبر 2024 والممتد حتى فبراير الماضي.
وأكدت المصادر أن هذا الإخطار الأمريكي يعد تطورًا مقلقًا يعيد المشهد الحدودي بين لبنان وإسرائيل إلى نقطة التوتر الأولى، في ظل مؤشرات على انهيار التهدئة الهشة القائمة منذ شهور.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام أرسل طائرات مسيرة فوق القصر الرئاسي في بيروت، في رسالة اعتبرها مراقبون رسالة تصعيدية قد تنفجر خلال المرحلة المقبلة
وتزامن الموقف الأمريكي مع طرح واشنطن مجموعة شروط جديدة أمام بيروت، يُشترط تنفيذها في حال رغبت الأخيرة في استئناف المفاوضات غير المباشرة مع تل أبيب، حيث تشمل أبرز هذه الشروط نزع سلاح حزب الله بالكامل قبل أي عملية تفاوضية.
وبحسب المصادر، رفضت الرئاسة اللبنانية هذه الشروط رفضًا قاطعًا، واعتبرتها "إعلان حرب" لا بوابة لحوار سياسي، مؤكدة تمسّكها بالقرارات الدولية ذات الصلة وبسيادة لبنان على أراضيه.

إسرائيل تشترط انسحاب الجيش اللبناني من جنوب نهر الليطاني
وكانت إسرائيل قد رفعت من سقف مطالبها مؤخرًا، إذ اشترطت أن تكون المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني خالية تمامًا من أي وجود عسكري لبناني، وليس فقط من عناصر حزب الله، كما رفضت استمرار وجود قوات حفظ السلام في لبنان "اليونيفيل" في تلك المناطق، متمسكة بحقها في التحرك العسكري الأحادي ضد ما تعتبره تهديدات أمنية.
وتشير المعلومات إلى أن محادثات غير معلنة أجراها وفد لبناني في واشنطن فشلت بسبب هذه الشروط، بعد أن نقل الجانب الأمريكي المطالب الإسرائيلية التي اعتبرتها بيروت انتهاكًا واضحًا لسيادتها وتجاوزًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
وبحسب التقديرات، فمن المتوقع أن تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا ميدانيًا خلال الأيام المقبلة، خاصة مع تكثيف إسرائيل لطلعاتها الجوية والطائرات المسيّرة فوق الأراضي اللبنانية، في ظلّ مؤشرات على مرحلة جديدة من التوتر الإقليمي.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته يسرائيل كاتس قد جددا في تصريحات سابقة مطالبهما بنزع سلاح حزب الله جنوبي الليطاني وتحويل المنطقة إلى "منطقة عازلة" خالية من أي وجود مسلح.



