اتفاق أمريكي إسرائيلي على دخول المرحلة الثانية من اتفاق غزة أثناء تسليم الجثث
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تفاهم أمريكي إسرائيلي غير معلن بشأن المضي قدمًا نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حتى قبل أن تنتهي حركة حماس من تسليم جميع جثامين الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها.
ووفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية (كان)، فإن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي توصلا إلى قناعة بأن عملية تحديد أماكن بقايا الرهائن داخل القطاع ستستغرق وقتًا أطول من المتوقع، لكن الولايات المتحدة ترى أنه يمكن المضي قدمًا في الاتفاق دون انتظار اكتمال عمليات التسليم.
وأفاد التقرير أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أعربوا عن تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق تقدم ملموس في المرحلة المقبلة، مشيرين إلى أن الانتقال إلى المرحلة الثانية أصبح مرجحًا للغاية في ظل استمرار التنسيق الأمني والسياسي بين الطرفين.
الرفات مقابل المساعدات.. مقايضة جديدة بين إسرائيل وحماس
وبحسب القناة العبرية، فقد نقلت إسرائيل رسالة واضحة إلى حركة حماس الفلسطينية مفادها أن تسليم المزيد من الجثامين سيقابله توسيع في حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، ضمن معادلة غير رسمية تعرف إعلاميًا بـ"الرفات مقابل المساعدات".
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تسلّم حتى الآن كامل المساعدات المتفق عليها في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، مبررة ذلك بعدم استلامها جميع جثث الرهائن، بينما تواصل واشنطن الضغط لتسريع إدخال الإمدادات الإنسانية تخفيفًا للأزمة المتفاقمة في القطاع.

وكانت نقلت هيئة البث عن مصادر استخباراتية إسرائيلية أن حماس لا تزال قادرة على إعادة ما لا يقل عن عشرة من أصل ثلاثة عشر رهينة لا يزالون داخل غزة، حتى من دون وساطة أو مساعدة دولية مباشرة.
وأضاف التقرير أن كبار قادة شعبة الاستخبارات الإسرائيلية (أمان) عرضوا هذه التقديرات على نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، مشيرين إلى أن المعلومات الاستخباراتية المتوافرة "تعزز الثقة بقدرة الحركة على إتمام عمليات التسليم قريبًا".
استمرار تسليم الجثامين وسط ضغوط أمريكية
وسلمت حركة حماس، ليلة الأربعاء الماضي، رفات رهينتين إسرائيليتين، فيما تتوقع وسائل إعلام إسرائيلية أن تسلم خلال الساعات المقبلة جثماني رهينتين إضافيتين.
وتأتي هذه التطورات وسط ضغوط أمريكية ودولية متزايدة على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي قدمًا في تنفيذ بنود اتفاق غزة، الذي تعتبره إدارة ترامب محورًا أساسيًا في خطتها لإعادة الاستقرار إلى القطاع.
في المقابل، يرى مراقبون أن استمرار هذه التفاهمات فوق جثامين الرهائن الإسرائيليين كما وصفتها بعض وسائل الإعلام العبرية، يعكس مفارقة سياسية وأخلاقية في طريقة إدارة الملف بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، حيث تسعى واشنطن إلى الحفاظ على زخم العملية السياسية، بينما يركز نتنياهو على إدارة التوازن الداخلي في حكومته الهشة.



