الشيخ عبده الأزهري يحسم الجدل حول موقف الإسلام من زيارة الأضرحة

قال الشيخ عبده الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، إن التوسل بأولياء الله الصالحين أمر يحتاج إلى فهم دقيق، يفرق بين ما هو جائز شرعًا وبين ما يعد بدعة أو جهلاً بالدين، موضحًا أن ما يفعله البعض من ممارسات غير منضبطة عند زيارة أضرحة الأولياء يدخل في باب "الجهل لا الكفر"، إذا لم يكن عن قصد إشراك بالله.
التوسل بالأنبياء والصالحين.. بين الجواز والمنع
وأكد الأزهري، خلال لقائه عبر قناة الحدث اليوم، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الشرك، حتى وإن كان خفيًا، مستشهدًا بقوله عليه الصلاة والسلام: “اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه”، مشيرًا إلى أن الإنسان إذا وقع في تصرف خاطئ دون قصد الشرك، فإن الله قد يعفو عنه لجهله، لكن مع ضرورة تعليم الناس وتوعيتهم.
وأوضح الأزهري أن التوسل المشروع يكون بالدعاء إلى الله عز وجل، لا إلى النبي أو الولي مباشرة، قائلًا: "من الجائز أن أقول: «اللهم بجاه نبيك، أو بمحبتك لرسولك، اقضِ لي حاجتي، أما أن أطلب من النبي أو الولي قضاء الحاجة بنفسه، فهذا غير جائز شرعًا».
وتابع الأزهري: «الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لم يطلبوا منه مباشرة المطر أو العون، بل توسلوا بدعاء عمه العباس، فقالوا: اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك».
كرامات الصالحين.. والدعاء من حولهم
وأشار إلى أن أولياء الله الصالحين تحفّهم الملائكة، وأن زيارة قبورهم للتذكر والدعاء أمر مستحب، إذا التزم المسلم بآداب الزيارة، منوهًا إلى حديث النبي: «إن لله ملائكة يطوفون في الأرض، يلتمسون حلق الذكر"، مؤكدًا أن وجود الإنسان في مجالس الصالحين يرقق قلبه ويزيد من إيمانه، لكنه لا يغني عن عبادة الله مباشرة».
كما أوضح الأزهري أن طلب الدعاء من الصالحين، أو من شخص يرجى أن تكون دعوته مستجابة، أمر مشروع، وضرب مثالًا بما ورد عن أويس القرني، الذي قال عنه النبي: “من لقيه فليطلب منه الدعاء فإنه مستجاب الدعوة”.
مشاهد غير مقبولة وبدع مرفوضة
وحول بعض الممارسات التي تلاحظ في بعض الأضرحة، مثل السجود باتجاه القبر أو طلب قضاء الحوائج من الميت، أكد أن هذه التصرفات مرفوضة شرعًا، وتعد من البدع المذمومة، وإن كان أصحابها غالبًا لا يدركون حرمتها بسبب الجهل.
وأضاف أحد علماء الأزهر الشريف: «المشهد الذي نراه أحيانًا من بعض النساء وهن يمسحن أجسادهن في الأضرحة، أو يطلبن من الولي المدد وقضاء الحاجة، لا أصل له في الدين، هذا جهل بالدين، وليس تدينًا صحيحًا».