أسرار تكشف لأول مرة.. فاروق حسني يكشف عن كواليس إنشاء المتحف المصري

في حوار يكشف كواليس مرحلة مهمة من تاريخ الثقافة المصرية، تحدث الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة والآثار الأسبق، عن بدايات فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير وعلاقته بالرئيس الراحل حسني مبارك والمشير محمد حسين طنطاوي، كما استعاد تفاصيل ما جرى خلال أحداث ثورة يناير ودور القيادة السياسية آنذاك في دعم المشروعات الثقافية الكبرى، إذ جاءت تصريحاته لتسلط الضوء على رحلة مشروع المتحف منذ نشأته وحتى اقتراب لحظة افتتاحه المنتظرة.
فكرة إنشاء أكبر متحف مصري
قال الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة والآثار الأسبق، إنه كان قد طرح على الرئيس الراحل حسني مبارك فكرة إنشاء أكبر متحف مصري في العالم، حيث ذكر أنه قال للرئيس: «عاوزين نعمل أكبر متحف»، وكان رد الرئيس مبارك: «منين يا فاروق؟»، ليجيبه قائلاً: «الأعمال العظيمة بتجيب التمويل، والفكرة نفسها عظيمة، والجميل فيها أنك مش بتتعب علشان توصل ليها الأفكار».
رحلة تفقد الأرض
وأضاف فاروق حسني في لقاءه مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج «الحكاية» عبر قناة «MBC مصر»: «كان فيه فيلا أو استراحة لقائد السلاح الجوي على الأرض التي شعرت بأنها المكان المثالي للمتحف، فقلت لا بد من العودة للرئيس، فقال لي: ابعد عن الجيش وننزل نشوف الأرض».
وأشار إلى أنه في اليوم التالي، رافق الرئيس مبارك والمشير طنطاوي في زيارة للموقع، حيث بدأوا بتفقد الأرض، وكان ذلك في أوائل التسعينات. وقال: «نزلنا نطبش في الرملة، وفجأة ظهرت الأهرامات، فقال لي الرئيس: «إيه رأيكم في الأرض دي؟»، فقلت له: جميلة يا ريس، فقال: «خلص علشان نطلع القرار».

وتابع فاروق حسني قائلا: «هذا كان في عام 1993 أو 1994، حيث كان السفير الإيطالي صديقي في ذلك الوقت وقال لي: «شوفوا عاوزين تعملوا إيه»، وعندما وصل التصميم، تم تشكيل لجنة من اليونسكو للموافقة عليه».
وأشار فاروق حسني، إلى أن تلك اللحظة كانت بداية مشروع المتحف المصري الكبير، الذي أصبح أحد أعظم المشاريع الثقافية في تاريخ مصر.
وقال الفنان فاروق حسني إن تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الخريف أمر جيد، وأن أي نشاط في العالم يبدأ مع الخريف.
لحظة الافتتاح ولحظة الخيال
وأضاف: «لا شك أن العمل في المتحف المصري الكبير فوق أي تصور، لأنه مساحة وعمارة، وانا منتظر لحظة الافتتاح، لحظة الخيال، هيبقى واقع وخيال اتحقق، وبقيت اشوف إزاي الخيال بيطبق، ودي في حد ذاتها متعة».

متحف التحرير
واستكمل وزير الثقافة والآثار الأسبق: «متحف التحرير متحف دولي كبير وليه مده، لكن صغر على الاكتشافات الجديدة، كنت لما بروح المتحف المصري في التحرير كنت ببقى مرعوب».
وأكد الفنان فاروق حسني: «كنت بخرج تعبان جدا وعندي صداع كبير، لأنه زحمة والحاجات موجودة وانا مش موافق عليها، وجلال الأشياء غير متحقق، حتى الفراغ اللي موجود بالحاجات غير متوافر، وكنت بخرج متضايق جدا لأن فيه قطع مركونة».
تأجيل افتتاح المتحف المصرى الكبير
وأردف الفنان فاروق حسني وزير الثقافة والآثار الأسبق: «العمل بالمتحف المصري الكبير توقف تماما خلال عام 2011، وكان موجود اللواء محمد أمين كان بجيلي دايما، وبلغني رسالة من الرئيس، وقولتله بلغه رسالتين المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة، وابتدي العمل في المتحف مرة أخرى، الرئيس السيسي دفع دفعة كبيرة».
المؤشرات اللي كانت بتطلع
وأوضح وزير الثقافة والآثار الأسبق: «ما كنش فيه مؤشرات على حدوث أحداث 2011، وكان فيه حكومة نظيفة، والوزراء اللي كانوا موجودين كانوا وزراء ليهم أسماء، والمؤشرات اللي كانت بتطلع كانت جيدة».

اجتماع القرية الذكية
وأضاف خلال حوار تليفزيوني ببرنامج «الحكاية» والمذاع عبر قناة «mbc مصر» تقديم الإعلامي عمرو أديب: «كنا في الأيام اللي بدأت فيها الحكاية، كان فيه حاجة بنعملها معينة جه الدكتور نظيف قال نجتمع نعملها، وابتدت الأحداث، واتكلمت قال لازم نجتمع ورحنا في القرية الذكية».
افتتاح معرض الكتاب
واستكمل: «لقيت رئيس الوزراء بيتكلم في الموضوع دا، ويوم الاستقالة الرئيس كلمني عن افتتاح معرض الكتاب، وقالي أرجوك أنت افتتحه، قولتله يا ريس إحنا بنستقيل، قالي طب خلاص».
وأوضح وزير الثقافة والآثار الأسبق: «بعد اللحظات دي شوفته ودعاني في البيت على غداء ودعاني في البيت، كان واعي ومدرك وذهنه صاحي لآخر الوقت».

عقل واع
مؤكدا: «مبارك كان صقر يدرك تماما اللي بيتكلم دا بيتكلم في أي، كان عنده دايما دهشة وتلاقيها في عنيه، وماليش في النهاية في الحكاية دي،بس هو كان بيفتخر بالواحد».
أكبر متحف
وقال الفنان فاروق حسني وزير الثقافة والآثار الأسبق: «قولت للرئيس مبارك عاوزين نعمل أكبر متحف قالي منين يا فاروق، قولتله الأعمال العظيمة بتجيب التمويل، والفكرة نفسها عظيمة، والجميل فيه إن مش بتتعب علشان توصل ليه الأفكار».
واختتم: «يومين ونزلنا كان الرئيس والمشير طنطاوي نزلنا نطبش في الرملة، ولقيت الاهرامات بانت، قالي إيه رأيكم في الأرض دي، قولت له جميلة يا ريس، قالي خلص علشان نطلع القرار».