عاجل

ما حكم تهذيب المرأة لحاجبيها وما الفرق بينه والنمص؟.. دار الإفتاء توضح

حكم تهذيب المرأة
حكم تهذيب المرأة لحاجبيها

يثير موضوع تهذيب المرأة لحاجبيها جدلًا بين كثير من السيدات، خاصة فيما يتعلق بحكمه الشرعي، وما إذا كان ذلك يدخل ضمن النمص المحرّم شرعًا أم لا. وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية، في فتوى رسمية، أن تهذيب الحواجب وإزالة الشعر الزائد منهما جائز شرعًا، بشرط ألا يكون بقصد التدليس أو الخداع، أو أن يؤدي إلى تغيير الملامح الطبيعية للوجه.

حكم تهذيب الحاجبين وفقًا لدار الإفتاء المصرية

بحسب ما ذكره الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، فإن تهذيب الحاجبين للمرأة ليس من النمص المنهي عنه، ما دام الهدف هو التجميل وإزالة الزائد فقط، دون تغيير الخلقة التي خلقها الله. وأكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا فرق في الحكم بين المتزوجة وغير المتزوجة، فالتزين أمر مشروع للمرأة، سواء كانت ترغب في التزين لزوجها أو لتحسين مظهرها بشكل عام، طالما أن ذلك لا يتجاوز حدود الزينة المشروعة.

الأدلة الشرعية على جواز تهذيب الحواجب

استندت الفتوى إلى عدد من الأدلة الشرعية، من بينها:

ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: "أميطي عنك الأذى، وتصنعي لزوجك كما تصنعين للزيارة" (رواه عبد الرزاق في "المصنف")، وهذا يدل على أن تحسين المظهر أمر جائز للمرأة.

كما أشار الإمام أحمد بن حنبل إلى عدم وجود مانع شرعي من تهذيب الحواجب للنساء، خاصة إذا كان ذلك لإزالة الأذى أو تحسين المظهر.

وأوضحت الفتوى أن النمص المحرّم الذي ورد فيه اللعن يشمل إزالة الحواجب بالكامل أو تغيير شكلها بشكل جذري، مما يؤدي إلى تغيير خلقة الله.

الزينة المباحة في الإسلام وفقًا للشريعة

أكدت الفتوى أن الإسلام أباح للمرأة التزين في حدود الشرع، سواء باستخدام الكحل، الخضاب، العطور، أو غيرها من وسائل التجميل التي لا تتضمن تغييرًا دائمًا في خلق الله. كما استشهدت بقول الله تعالى:

﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف: 18]،
وهو ما يشير إلى أن الزينة جزء من طبيعة المرأة التي فطرها الله عليها، وهي مشروعة بشرط ألا تؤدي إلى محرم أو خداع.

وأشارت الفتوى أيضًا إلى أن النبي ﷺ كان يكره أن تكون المرأة غير مهتمة بنفسها، فقد ورد في بعض الآثار أنه كان يحب أن ترى المرأة مكتحلة ومتزينة لزوجها، مما يدل على أن الاهتمام بالمظهر الحسن للمرأة أمر مستحب في الشريعة الإسلامية.

رأي الفقهاء في تهذيب الحواجب

تباينت آراء الفقهاء في هذه المسألة، حيث ذهب بعض العلماء إلى تحريم أي نوع من إزالة شعر الحاجب، بينما أفتى جمهور العلماء بجواز إزالة الشعر الزائد أو الذي يسبب تشوهًا، خاصة إذا كان ذلك بإذن الزوج للمتزوجة.

كما أكد العلماء أنه لا حرج على المرأة في تهذيب حاجبيها ما دام ذلك لا يؤدي إلى تشبه بالكافرات أو تغيير ملامح الوجه بشكل متعمد.

خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن تهذيب الحواجب وإزالة الشعر الزائد منهما للمرأة جائز شرعًا، ولا يعد من النمص المحرم، ما دام ذلك لا يغير أصل الخلقة أو يكون بغرض الخداع والتدليس. كما أوضحت الفتوى أن التزين أمر مطلوب للمرأة، سواء كانت متزوجة أم لا، طالما أنه يتم في حدود الشرع ودون مبالغة.


تبقى العناية بالمظهر جزءًا من الفطرة التي فُطرت عليها المرأة، ولكن مع الالتزام بالضوابط الشرعية التي تحافظ على التوازن بين الجمال الطبيعي والأحكام الدينية. ولذلك، فإن على كل امرأة التأكد من نيتها في تهذيب الحواجب، بحيث يكون ذلك لغرض مشروع وليس لمجرد تقليد أو اتباع الموضة بلا ضوابط.

تم نسخ الرابط