هل يجوز للنساء زيارة القبور في العيد؟.. اعرف الحكم الشرعي لخرجة المقابر

حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل المثار حول حكم زيارة القبور للنساء، مؤكدةً أن زيارة القبور مشروعة للرجال والنساء على حد سواء، بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية، وذلك وفقًا لما أفتى به الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق.
وأكدت الإفتاء أن الأصل في زيارة القبور هو الإباحة، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة" (رواه مسلم وأحمد). كما استشهدت بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما سألت النبي ﷺ عن الدعاء عند زيارة القبور، فعلَّمها ولم ينهها عن الزيارة، مما يدل على مشروعية زيارة القبور للنساء دون كراهة، إذا التزمن بالآداب الشرعية.
آراء الفقهاء في زيارة النساء للقبور
أوضحت دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في حكم زيارة النساء للقبور، حيث ذهب جمهور العلماء (المالكية والشافعية وأكثر الحنابلة) إلى جوازها دون كراهة، بشرط عدم الجزع أو النياحة، فيما رأى بعض الفقهاء الكراهة في حال خشية الفتنة أو عدم الالتزام بالضوابط الشرعية.
أما الحديث الذي ورد فيه "لعن الله زوارات القبور" (رواه الترمذي وابن ماجه)، فقد بيّنت الإفتاء أن المقصود به الإفراط في الزيارة أو ارتكاب مخالفات شرعية كالبكاء بصوت مرتفع أو اللطم، وليس مجرد الزيارة المشروعة بغرض التذكر والاعتبار.
حكم زيارة القبور في الأعياد
أكدت دار الإفتاء أنه لا يوجد نص شرعي يمنع زيارة القبور في الأعياد، بل إن زيارة القبور مستحبة في أي وقت، إذا كانت بقصد التذكر والدعاء للمتوفى، بشرط الالتزام بالضوابط، مثل:
- عدم التبرج أو التعطر.
- تجنب النياحة أو البكاء بصوت مرتفع.
- عدم الاختلاط المحرم.
- الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، وقراءة الفاتحة له.
آداب زيارة القبور للنساء والرجال
أوضحت دار الإفتاء بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها عند زيارة القبور، ومنها:
1. استحضار النية الصالحة، وجعل الزيارة للعظة والاعتبار وليس لمجرد العادات.
2. تجنب العادات الخاطئة مثل التمسح بالقبور أو إشعال الشموع أو وضع الزهور بطريقة غير مشروعة.
3. الاقتصار على الدعاء وقراءة القرآن، مثل قراءة الفاتحة أو بعض الآيات المباركة.
4. عدم الجلوس على القبور أو السير عليها، فقد نهى النبي ﷺ عن ذلك.
5. التزام الهدوء والسكينة، وعدم رفع الصوت أو إحداث ضجيج يؤذي الزائرين الآخرين.
زيارة القبور للنساء جائزة شرعًا في أي وقت، بما في ذلك أيام الأعياد، بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية. ولذلك، دعت دار الإفتاء المصرية إلى عدم الالتفات إلى الآراء المتشددة التي تحرم زيارة النساء للقبور دون دليل واضح، مؤكدة أن الهدف الأساسي من الزيارة هو التذكير بالآخرة والدعاء للمتوفين، وهو أمر مستحب في الإسلام.