عاجل

حزب الوعي: قمة شرم الشيخ نافذة أمل جديدة لغزة الجريحة

حزب الوعي
حزب الوعي

تابع "حزب الوعي" ختام أعمال قمة شرم الشيخ للسلام، المنعقدة برئاسة مشتركة بين سيادة الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وبمشاركة نخبة من قادة الدول الكبرى وصُناع القرار في قضايا الحرب والسلام في العالم.

ويرى الحزب أن ما جرى في شرم الشيخ كان منعطفًا مفصليًا في اختبار إرادة العالم بين من يؤمن بأن السلام خيار إنساني وقدر حضاري، ومن لا يزال يراه هدنة مؤقتة تُدار بالمصالح لا بضمير العدالة، حيث تحولت القمة من اجتماع دولي ضخم إلى منبرٍ لإعادة تعريف مفهوم السلام، ليس كمعادلة سياسية، بل كقيمة أخلاقية تُعيد للإنسان مكانته في قلب الصراع والأزمات والحروب.

يدرك الحزب أن القمة مثلت نافذة أمل جديدة لغزة الجريحة وللشعب الفلسطيني الصامد، في وقت كانت تتقاذفه أمواج الألم بين الحصار والتهجير، لكنها في الوقت ذاته تُلزم المجتمع الدولي بوقفة صادقة مع الذات، لمراجعة الفجوة بين ما يُعلن على المنصات وما يُنفذ على الأرض التي تنزف دمًا وتئن من الظلم والعدوان.

قمة شرم الشيخ للسلام

هذا ويُشيد "حزب الوعي" بالدور المصري التاريخي الذي جسدته الدولة المصرية في الدعوة إلى القمة وقيادة مداولاتها وصياغة مخرجاتها، مؤكدًا أن التحرك الدبلوماسي المصري المتواصل ليس فعلًا غير عادي، بل امتداد لإرث وطني راسخ في الدفاع عن الحقوق العربية والإنسانية، حيث كانت شرم الشيخ، كما أرادتها مصر، منصةً للعقل وصوتًا للإنسان والإنسانية.

ولقد حملت القمة رسائل رمزية عميقة تمثلت في الحضور الدولي الواسع من مختلف القارات، وهو ما يعكس وعي العالم المتزايد بخطورة استمرار النزاع في غزة والمنطقة، وضرورة بناء مسارٍ واقعيٍ للسلام القائم على العدالة والكرامة، لا على معادلات القوة والتفوق والتعدي.

وفي هذا السياق، يؤكد الحزب أن الشرعية الفلسطينية هي الأساس الذي يجب أن تقوم عليه أي تسوية عادلة، وأن اختزال القضية في معادلات الأمن أو التمويل قد يُعد انحرافًا عن جوهرها الوطني والإنساني، كما يرى الحزب أن ملف إعادة إعمار غزة لا يجوز أن يُدار بعقلية المنح المشروطة أو بآليات الوصاية السياسية والتوجيه، بل بمنهج الحقوق، بحيث تكون موارده تحت إدارة مؤسسات عربية وفلسطينية وطنية خاضعة للرقابة المحلية والدولية المستقلة، بما يضمن الاستدامة والسيادة الاقتصادية وملكية الشعب الفلسطيني لمستقبله دون تدخلٍ أو تبعية.

رسائل واضحة إلى مختلف الأطراف

ويوجه حزب الوعي رسائل واضحة إلى مختلف الأطراف، فإلى الشعب الفلسطيني، بأن يكون الداعم الحقيقي لقراره الوطني، وأن يُثبت أن وحدته هي درعه وسلاحه، وأن الوطن أعلى وأغلى من أي مصالح فردية؛ وإلى الاحتلال الإسرائيلي ومن يسانده، بأن توقيع الأوراق لا يمنح شرعية أمام التاريخ، وأن الطغيان مهما طال عمره لا ينتصر على الحقيقة، وأن الاتفاق لا يُلغي الجرائم الإنسانية؛ وإلى القوى الدولية المشاركة في القمة، بأن مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية لا تنتهي بمغادرة القاعات، بل تبدأ من لحظة التنفيذ والالتزام بما تعهدت به؛ أما إلى الأنظمة الإقليمية والدولية المترددة التي تلتزم الغموض في لحظات الحسم، فإن التاريخ لا يكتب سوى أسماء من امتلكوا شجاعة الموقف، لا من راوغوا باسم الحياد وإختلاف الرأي.

إن "حزب الوعي" يؤمن أن السلام الحقيقي لا يُمنح، بل يُنتزع بإرادة الشعوب، وأن الأوطان لا تُبنى بالقمم ولا بالبيانات، بل بالمواقف الصادقة المقترنة بالفعل، لذلك يحيي الحزب كل من جعل من شرم الشيخ منارة للسلام في زمن يختنق بالحروب، و يُجدد ثقته بأن إرادة السلام التي قادتها مصر ستظل أقوى من كل أصوات الفتنة والسلاح، وأن ما يُصنع بإخلاص من أجل الإنسانية لا يمكن أن يُهزم، لأن السلام حين يكون من ضمير واع يصبح هو النصر ذاته.

تم نسخ الرابط