من وقف إطلاق النار إلى الحل السياسي.. ماذا ينتظر الفلسطينيون بعد الاتفاق؟
قال نعمان توفيق العابد، المحلل السياسي الفلسطيني والباحث في العلاقات الدولية، إن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في قمة شرم الشيخ للسلام يمثل إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا بفضل الجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الاتفاق لم يأت فقط لإنهاء العدوان الإسرائيلي الأخير، بل يمثل بداية نحو حل سياسي شامل للقضية الفلسطينية.
تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية
وأضاف "العابد" في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تتضمن تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية قد تكون الخطوة الأسهل، بينما المراحل التالية ستكون الأصعب، في ظل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، لا تؤمن بالسلام، ولا ترغب في الاستقرار، بل تواصل تبني سياسات التهجير والاستيطان وتصفية الحقوق الفلسطينية.
أهمية مراقبة مدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاق
وأشار العابد إلى أهمية مراقبة مدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، موضحًا أن تل أبيب ليست معروفة بالوفاء بتعهداتها، مما يجعل الدور الأمريكي حاسمًا في الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق، لا سيما انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك من رفح ومحور صلاح الدين، كخطوة ضرورية لإعادة تشغيل معبر رفح واستعادة السيادة الفلسطينية على القطاع.
التحضير لإعادة الإعمار.. ومؤتمر دولي في القاهرة
وكشف العابد عن جهود مكثفة تقودها مصر وفلسطين وعدة دول عربية لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة تستضيفه القاهرة قريبًا، يهدف إلى وضع خطة شاملة لإزالة الأنقاض، وتوفير التمويل اللازم لإعادة بناء ما دمره الاحتلال، مشددًا على أن القانون الدولي يحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تمويل الإعمار.
وأكد أن نجاح هذا المؤتمر يتطلب إرادة دولية جادة وسرعة في التنفيذ، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها الفلسطينيون في القطاع، بعد تدمير معظم المنازل والمدارس والمستشفيات.
نحو حل سياسي شامل
وأكد العابد في حديثه بالتأكيد على أن وقف إطلاق النار مجرد خطوة أولى، يليها انسحاب الاحتلال، ثم الانطلاق نحو حل سياسي حقيقي، يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وتحقيق حل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره عبر انتخابات حرة ونزيهة.
واختتم نعمان العابد قائلًا: "السلام الحقيقي يبدأ من إنهاء الاحتلال، وتثبيت الفلسطيني على أرضه، وفتح الطريق أمام مرحلة سياسية تضمن الحقوق الوطنية والكرامة لشعبنا".
