يديعوت أحرونوت: نتنياهو غاب عن قمة السلام خوفا من الإهانة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنه رغم دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمشاركة، اختار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم المشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام.
وزعم مكتب نتنياهو أن سبب الغياب هو قرب حلول العيد، ولكن على الأقل كانت هناك اعتبارات أخرى، وهو الخوف من الإحراج لعدم مصافحته، والإنجازات التي دفعت إلى أسفل قائمة الأولويات، وتبعات ذلك على دعم القاعدة وهي الفرصة الدبلوماسية الضائعة.

غياب نتنياهو عن الصورة في قمة شرم الشيخ
وغاب نتنياهو، بشكل ملحوظ، عن الصورة المشتركة في ختام القمة السياسية التي عقدت في شرم الشيخ، ورغم تلقيه دعوة رسمية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبدءه التحضيرات للرحلة، إلا أنه تراجع في اللحظة الأخيرة واختار عدم الحضور، لهذا القرار الذي لا تتضح أبعاده بالضرورة تداعيات سلبية وإيجابية، لا سيما في الجوانب السياسية والدبلوماسية.
اليمين المتطرف يشعر بالإحباط
يسود بين اليمين الإسرائيلي المتطرف في الائتلاف الحاكم شعور بالإحباط من انتهاء الحرب في غزة دون الوفاء بالوعود بتفكيك حماس وإعادة إعمار غزة دون مشاركة السلطة الفلسطينية، حيث كان من الممكن أن يؤدي حضور نتنياهو في القمة، وخاصةً إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية عباس، إلى أزمة داخلية أخرى.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه لو جاء نتنياهو إلى شرم الشيخ، منتهكًا بذلك العيد، لكان ذلك قد تسبب له في أزمة مع المتشددين، مع أنه من المرجح أنهم كانوا سيتفهمون القيود، ففي السابق سافر بنيامين نتنياهو جوًا في أيام السبت والعيد، ولم تسقط عليه السماء.

ازدياد عزلة إسرائيل دوليا
من ناحية أخرى، لم يسهم غياب نتنياهو عن القمة الدولية في مصر التي حضرها قادة إقليميون وأوروبيون في تعزيز مكانة إسرائيل في العالم، التي ازدادت عزلتها خلال العامين الماضيين. في نهاية المطاف، ساهم غياب نتنياهو، إلى جانب حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في جعل إسرائيل تضاهي حركة حماس .
وساهم قرار نتنياهو في إضعاف مكانة إسرائيل إلى حد ما، وكان السبب الرسمي الذي قدمه مكتب نتنياهو لإلغاء القمة بعد عدم دعوته في البداية هو اقتراب عطلة رأس السنة، ولكن من الواضح تمامًا أن نتنياهو كانت لديه اعتبارات أخرى على الأقل. من بين أمور أخرى، ربما خشي أن تُساق إسرائيل إلى مسار قد يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية أو حل آخر لا يريده.
خشية نتنياهو عدم المصافحة
وقد يكون سبب غيابه أيضًا رغبة نتنياهو في تجنب الإحراج في الساحة السياسية، سواءً كان ذلك خوفًا من مواجهة علنية مع قادة يحتقرونه أو احتمال رفض القادة مصافحته أو الاقتراب منه علنًا، فحتى صورة بجانب أبو مازن كانت غير مقبولة سياسيًا بالنسبة له، لما كان ليبدو الأمر جيدًا، فالسلطة الفلسطينية هي من تقود المعركة الدبلوماسية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية،
ورغم امتناع ترامب عن اتخاذ موقف واضح من هذه القضية، إلا أن جميع القادة الحاضرين في القمة يؤكدون أن الدولة الفلسطينية هي الحل الوحيد لهم عاجلاً أم آجلاً، وكان حضور نتنياهو في القمة سيوحي بأن إسرائيل تتبنى هذا التوجه، إلى حد ما.
وكان قرار نتنياهو بعدم حضور قمة شرم الشيخ خطأً فادحًا، فرغم أن المؤتمر برمته كان عرضًا فرديًا لترامب، الذي أغدق المديح والشكر على مختلف الأطياف، إلا أن حضور نتنياهو كان من شأنه أن يجعله شريكًا رئيسيًا ويبشر ببداية استعادة العلاقات مع دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وغيرها، إلا أن اختار نتنياهو البقاء في مكانه تفاديًا لدفع ثمن سياسي، لكن الثمن السياسي والدبلوماسي قد يكون باهظًا على المدى البعيد.
نتنياهو يضيع فرص الحل
ويظهر هذا القرار أولوياته بدقة، أضاع نتنياهو فرصة للظهور كجزء من الحل، بل ترك انطباعًا بأن إسرائيل قد تكون جزءًا من المشكلة، رغم أن خطاب ترامب في الكنيست أمس جسد هذه المشكلة بوضوح، وغمر نتنياهو بحفاوة بالغة، مثنيًا عليه بعبارات مثل "قائد حرب ممتاز"، ثم ووجه رسالة واضحة وموجزة: "حان الوقت لوقف الحروب، والتصرف بأدب، وإحلال السلام"، ثم قدم الرئيس الأمريكي رؤية للتطبيع الإقليمي، لكنه ألمح أيضًا إلى أن نتنياهو سيطلب منه دفع أثمان لا يرغب في دفعها.