مدغشقر على صفيح ساخن.. الرئيس راجولينا من مكان آمن: لن أتنحى

دخلت مدغشقر مرحلة شديدة التوتر بعد إعلان الرئيس أندري راجولينا، مساء الإثنين، أنه يوجد في "مكان آمن" عقب ما وصفه بـ محاولة اغتيال استهدفت حياته، في وقت تتسع فيه رقعة التمرد داخل الجيش وتتصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية.
و قال راجولينا في خطاب مصور عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، البالغ من العمر 51 عاماً:"اضطررت إلى البحث عن مكان آمن لحماية نفسي، لكنني لم أتوقف يوماً عن السعي لإيجاد حلول للأزمة الراهنة".
وأكد رئيس مدغشقر تمسكه بالدستور ورفضه دعوات المعارضة التي تطالبه بالتنحي عن الحكم، قائلاً إن الشرعية الدستورية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
أنباء متضاربة عن مغادرته مدغشقر
قبل بث كلمة الرئيس، نقل زعيم المعارضة سيتيني راندرياناسولونيايكو عن مصادر داخل القصر الرئاسي أن راجولينا غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية.
وأوضح في تصريح لوكالة رويترز أن نواب المعارضة في الجمعية الوطنية بدأوا فعلياً إجراءات مساءلة الرئيس تمهيداً لعزله، مؤكداً أن الخطوة تأتي وفق ما يتيحه الدستور، ومشدداً على أنهم لن يسمحوا بفراغ سياسي أو بانقلاب عسكري شامل.
في المقابل، لم تؤكد الحكومة هذه الأنباء، لكنها نفت مغادرة الرئيس الأراضي الوطنية، مشيرة إلى أنه ما زال يدير شؤون البلاد وأنها ستتعامل بحزم مع أي محاولة غير دستورية للاستيلاء على الحكم".
تمرد عسكري في مدغشقر
بلغت الأزمة ذروتها بعدما أعلنت وحدة «كابسات» العسكرية، وهي فيلق مختص بالخدمات الإدارية والتقنية، سيطرتها على القوات المسلحة كافة في البلاد، حيث جاء في بيان مصوّر صادر عنها: "جميع أوامر الجيش البرية والجوية والبحرية ستصدر من مقر كابسات اعتباراً من اليوم".
كما أقدم العسكريون المتمردون على تعيين قائد جديد للأركان في خطوة وُصفت بأنها تحدٍ مباشر لسلطة الرئيس، الذي اعتبر ذلك "طمحاولة انقلابية للاستيلاء على الحكم بالقوة.
ويأتي هذا التحرك العسكري في ظل احتجاجات متواصلة منذ أكثر من أسبوعين في العاصمة أنتاناناريفو، تقودها حركة شبابية أُطلق عليها اسم جيل زد، تندد بتدهور الأوضاع المعيشية ونقص المياه والطاقة.
وقد انضم عدد من الجنود إلى المتظاهرين، الذين رحبوا بهم بهتافات تطالب برحيل راجولينا، في مشهد يعكس اتساع الفجوة بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية.
شبح 2009 يعود
تعيد التطورات الأخيرة إلى الأذهان أحداث عام 2009، حين وصل أندري راجولينا نفسه إلى الحكم بعد تمرد عسكري أطاح بالرئيس مارك رافالومانانا.